نشر موقع ناشونال إنترست تقريراً لمحلل الشؤون الدفاعية في الموقع، ديفيد آكس، عن عمليات الطائرات التركية بدون طيار في إدلب، قال فيه إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية قد لا تستطيع التعامل مع المسيرات التركية المتطورة، مثلما تعاملت مع الطائرات التي وجهتها المعارضة السورية، وفق ما نقل موقع ترك برس.
واستهل آكس تقريره بالإشارة إلى أن الطائرات التركية بدون طيار على ارتفاعات متوسطة، والتي تشبه طائرات ريبر التابعة لسلاح الجو الأميركي، وجهت ضربة قوية لقوات النظام السوري في داخل إدلب أسفرت عن مقتل 2200 جندي سوري ودمرت 103 دبابات وثماني طائرات هليكوبتر، كما أسقطت مقاتلتين حربيتين.
وأضاف أن طائرات الجيش التركي بدون طيار تمثل قوة “غير متماثلة” في سوريا، إذ إن قوات النظام تفتقر إلى التكنولوجيا التي يمكن الاعتماد عليها لمواجهة الهجمات التي تشنها المركبات الجوية غير المأهولة أو الطائرات بدون طيار.
وقال صامويل بينديت خبير الطائرات بدون طيار وعضو برنامج الدراسات الروسية في مركز الشؤون الدولية: “إن القدرات المتطورة (الحرب الإلكترونية) فقط التي تتوافق مع الإنذار القوي بالرادار والدفاع الجوي يمكنها أن تتصدى لهذا التهديد”.
ونشرت القوات الروسية التي وصلت إلى سوريا في عام 2015 من أجل دعم نظام بشار الأسد، دفاعات متطورة ضد طائرات المعارضة المسلحة، شملت الرادارات ومدفعية قصيرة المدى والصواريخ وأجهزة التشويش اللاسلكية التي يمكن أن تعطل الطائرات بدون طيار.
وهرعت موسكو إلى نشر هذه الدفاعات في منشآتها في سوريا ردًا على الهجمات المزعجة التي قامت بها أسراب طائرات صغيرة بدون طيار تجارية شنتها جماعات المعارضة السورية بعد تطويرها لتحمل عبوات ناسفة صغيرة.
وفي كانون الثاني/ يناير 2018، قامت مجموعة من 13 طائرة صغيرة محملة بالمتفجرات، تسيرها جماعات المعارضة السورية، بمهاجمة قاعدتين روسيتين في غرب سوريا. وذكر الكرملين أن كل طائرة من الطائرات بدون طيار كانت تحمل 10 قنابل رطل واحد تحت أجنحتها.
وقال نيك ووترز، الضابط السابق بالجيش البريطاني والمحلل العسكري المستقل، لناشونال إنترست: “مثلما أظهر تنظيم الدولة الإسلامية وشركة أمازون، فإن الطائرات الصغيرة بدون طيار هي وسيلة فعالة لنقل حمولة توجه إلى الهدف. وسواء كانت هذه الحمولة عبارة عن كتاب جديد أو عدة مئات من الجرامات من المتفجرات، فهذا أمر يرجع إلى المرسل.”
ويشير الموقع إلى أن الدفاعات الجوية الروسية أثبتت أنها فعالة ضد الطائرات الصغيرة بدون طيار، لكن من غير الواضح أن تتمكن هذه الأنظمة الدفاعية نفسها من العمل ضد الطائرات التركية بدون طيار، والتي تعد أكبر بكثير وأسرع وأكثر تسليحًا من النماذج التجارية.
وقال صمويل بينديت “الروس لم يتعاملوا بعد مع هجمات الطائرات بدون طيار المتطورة في سوريا”.
ولفت بينديت إلى أن أنقرة لم تمنح الفرصة للدفاعات الروسية، إذ إنها قامت بتوجيه طائراتها بدون طيار حول المناطق التي تدافع عنها الصواريخ والبنادق الروسية.
ويقول الموقع إن الجيش التركي يشغل نحو 130 طائرة مسيرة مسلحة من عدة أنواع، تضم خمسة إصدارات من طراز أنكا (ANKA) بالإضافة إلى طائرات من نوع باريكتار تي بي تو وطائرات كاراييل، ويمكنها جميعا حمل صواريخ صغيرة موجهة بدقة.
وأضاف أن تركيا قامت بتطوير طائراتها بدون طيار ردًا على رفض الولايات المتحدة بيع طائرات “بريداتور” الأمريكية الصنع أو “ريبر” الأكبر للجيش التركي، فصممت طائراتها محلية الصنع التي تشبه تصميم بريداتور.
ولفت إلى أن البلدان الأخرى التي رفضت الولايات التحدة أن تبيع لها طائرات بدون طيار لجأت إلى شراء مسيرات من الصين التي طورت طائرات بدون طيار من نفس فئة ريبر وبريداتور. ولكن تركيا في المقابل لجأت إلى تطوير طائراتها الخاصة بدون طيار بدلًا من شرائها من الصين.
وخلص التقرير إلى أن طائرات أنقرة المسيرة قد لا تتمكن من هزيمة الدفاعات الروسية الأكثر قدرة، لكنها ستكون أكثر فتكا بقوات النظام المدججة بالسلاح.
قم بكتابة اول تعليق