قال مسؤول تركي رفيع المستوى إن خطط تركيا لتشغيل أنظمتها الدفاعية الصاروخية الجديدة روسية الصنع تأجلت بسبب تفشي فيروس كورونا لكن أنقرة لا تعتزم التراجع عن قرارها بهذا الصدد والذي كان سببا في تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات عليها، بحسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء في 20 نيسان/ أبريل الجاري.
وبدا أن التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، العضوين في حلف شمال الأطلسي، سيصل إلى حد الأزمة بسبب أنظمة الدفاع الجوي إس -400 في نيسان/ أبريل عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته اعتزام تفعيل هذه الأنظمة.
لكن تفشي فيروس كورونا جعل تركيز الجهود التركية ينصب على مكافحة الوباء وتحصين الاقتصاد الذي خرج لتوه من ركود العام الماضي. وعلى مدى الأسابيع الماضية، لم يُثر أردوغان وحكومته مسألة إس-400 في العلن.
وقال المسؤول التركي الذي طلب عدم نشر اسمه ”لا عودة عن قرار تشغيل إس-400 (لكن) بسبب كوفيد-19… سيتم تأجيل خطة التجهيز التي كانت مقررة في أبريل“.
وأضاف أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر قبل تفعيل المنظومة الروسية، مشيرا إلى أنه لا يزال يتعين التغلب على بعض المشكلات الفنية.
وأحجمت وزارة الدفاع التركية عن التعليق.
وقالت مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لم تغير موقفها. وأضافت في بيان أرسلته إلى رويترز عبر البريد الإلكتروني ”نواصل الاعتراض بشدة على شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي إس-400 ونشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن تركيا تواصل جهودها لتشغيل إس-400“.
وتقول الولايات المتحدة إن أنظمة إس-400 لا تتماشى مع دفاعات حلف شمال الأطلسي وستعرض مقاتلات إف-35 الأمريكية التي تعتزم أنقرة شراءها للخطر.
وقالت أورتاجوس ”نواصل على أعلى المستويات التأكيد على أن صفقة إس-400 تخضع لمناقشات في ضوء قانون مواجهة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (كاتسا) وتظل عقبة كبيرة أمام العلاقات الثنائية وفي حلف شمال الأطلسي. نحن واثقون من أن الرئيس أردوغان ومسؤوليه الكبار يتفهمون موقفنا“.
ولم تتطرق الرئاسة التركية إلى أنظمة إس-400 في بيان أصدرته عقب اتصال هاتفي بين أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد. وجاء في البيان أن الاتصال ركز على التعاون لحماية الصحة والاقتصاد من تداعيات تفشي فيروس كورونا.
- أزمة جديدة
قال ريتشارد آوتزن المستشار الكبير بوزارة الخارجية الأميركية في ندوة عبر الإنترنت قبل أيام إن نشر أنظمة إس-400 في نفس المجال الجوي للطائرات الأمريكية سيكون ”مشكلة كبيرة“ قد تثير أزمة جديدة بين البلدين.
ويوجد بسلاح الجو التركي طائرات إف-16 أميركية وكان من المقرر أن يتسلم طائرات إف-35 الجديدة قبل أن تستبعد واشنطن تركيا من برنامج هذه المقاتلات بسبب تعاقدها على منظومة إس-400.
وقال آوتزن إن القضية ”ليست محل حديث الآن بسبب كوفيد، لكن قبل أن يهيمين المرض على النقاش كان التفكير في واشنطن هو أن الأتراك سيُشغلون هذه المنظومة (إس-400) على الأرجح في أبريل وأن الكونجرس سيتحرك لفرض عقوبات… لا أعتقد أن أيا من ذلك قد تلاشى“.
ويقول محللون إن التأخير في نشر أنظمة إس-400 يمنح أنقرة مزيدا من الوقت للنظر في خطوتها التالية. وربما يكون للتوافق الذي حدث في الآونة الأخيرة بين المصالح الأميركية والتركية في سوريا والتأثير الاقتصادي لأزمة الفيروس أثره على تلك المسألة.
قم بكتابة اول تعليق