أعلن الجيش الهندي، في 16 حزيران/ يونيو الجاري، مقتل 20 من جنوده على الأقل، خلال اشتباكات مسلحة مع جنود صينيين، في منطقة الهيملايا الحدودية المتنازع عليها.
وبحسب ما ذكره تقرير “دويتشه فيله”، فإن الاشتباكات، التي وقعت في 15 حزيران/ يونيو الجاري، بين جنود من الجيشين، خلفت أكبر حصيلة اشتباك بين القوتين النوويتين منذ 53 سنة، مضيفة: “رغم إعلان الهند سقوط ضحايا من الجانبين، إلّا أن بكين لم تعلن وقوع أية إصابات أو وفيات بين جنودها”.
واكتفت الصين بتوجيه أصابع الاتهام لنيودلهي في الحادثة واتهمت الهند بتجاوز الحدود “ومهاجمة عناصر صينيين”، وهو ما ردت عليه نيودلهي بالمثل، بحسب ما ذكره موقع “فرانس 24″، التي أشارت إلى قول المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان إن جنودا هنودا عبروا خط الحدود مرتين واستفزوا وهاجموا عناصر صينيين ما أدى إلى مواجهة جسدية خطيرة بين قوات الحدود على الجانبين.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية أنوراغ سريفاستافا، قال إن الاشتباك نجم عن محاولة الجانب الصيني إحداث تغيير أحادي في الوضع القائم على الحدود.
منطقة الاشتباك… أكبر حصيلة قتلى في عقود
وقع الاشتباك، الاثنين الماضي، على الحدود في الهملايا بين التبت الصينية ومنطقة لداخ الهندية، بحسب “فرانس 24″، التي أشارت إلى المنطقة الجبلية الوعرة في وادي غالوان ذي الأهمية الاستراتيجية هي التي شهدت الاشتباكات.
وتواجه جنود الدولتين النوويتين على حدودهما المتنازع عليها، عدة مرات دون أن ينجم عن ذلك سقوط قتلى في عقود، حيث كان آخر حادثة إطلاق نار عام 1975 وخلفت أربعة قتلى، كما وقعت اشتباكات متقطعة من فترة لأخرى.
لكن حصيلة هذا الأسبوع هي الأكبر منذ الاشتباكات التي جرت بين الجانبين عام 1967 وخلفت مئات القتلى.
وخاضت الدولتان حرب قصيرة عام 1962 استولت فيها الصين على أراض من الهند، بحسب “فرنس 24″، واقتصر الأمر بعدها على الاشتباكات التي تحدث من وقت لآخر وسط جهود لإنهاء الأزمة سلميا.
يحتل الجيشين الصيني والهندي المرتبتين الثالثة والرابعة بين أقوى 138 جيشا حول العالم
ورغم أن الدولتين تمتلكان أسلحة نووية يمكن إطلاقها من البر والبحر والجو، إلا أن القوة النووية لكليهما لا يتم احتسابها ضمن تصنيف قوة الجيوش، وفقا لإحصائيات 2020، التي أوردها موقع “غلوبال فير بور” الأميركي.
وتمتلك الدولتان مساحات جغرافية هائلة إضافة إلى تعداد سكاني ضخم، فبينما تتجاوز مساحة الصين 9.5 مليون كم مربع، فإن مساحة الهند تتجاوز 3.2 مليون كم مربع.
وتمتلك الدولتان عددا متقاربا من السكان، حيث أن عدد سكان الصين نحو 1.4 مليار نسمة بينهم 752 مليون شخص يمثلون قوة بشرية متاحة للعمل، وعدد سكان الهند نحو 1.3 مليار نسمة بينهم 622 مليون شخص يمثلون قوة بشرية متاحة للعمل.
ويصلح للخدمة العسكرية في الصين أكثر من 621 مليون شخص ويصل إلى سن التجنيد سنويا أكثر من 19 مليون شاب، وفي الهند أكثر من 494 مليون شخص، ويصل إلى سن التجنيد سنويا أكثر من 23 مليون شخص.
وتتكون القوة العاملة للجيش الصيني من 2.1 مليون جندي، و510 آلاف جندي في قوة الاحتياط، مقابل 1.4 مليون جندي و2.1 مليون جندي في قوة الاحتياط التابعة للجيش الهندي.
وتصل ميزانية دفاع الجيش الصيني إلى 237 مليار دولار، ولديه احتياطي من العملات الأجنبية يتجاوز 3.2 تريليون، مقابل، 61 مليار دولار ميزانية الجيش الهندي، بينما يصل الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية في الهند إلى أكثر من 409 تريليون دولار.
يمتلك الجيش الصيني 3210 طائرة حربية مقابل 2123 طائرة يملكها الجيش الهندي.
تضم القوة الجوية للجيش الصيني 1232 مقاتلة، و371 طائرة هجومية، و224 طائرة نقل عسكري، و314 طائرة تدريب، و111 طائرة مهام خاصة، إضافة 911 مروحية بينها 281 مروحية هجومية.
وتضم القوة الجوية للجيش الهندي 538 مقاتلة و172 طائرة هجومية، و250 طائرة شحن عسكري، و359 طائرة تدريب، و77 طائرة للمهام الخاصة، و722 مروحية، بينها 23 مروحية هجومية.
القوات البرية
تضم القوة البرية للجيش الصيني 3500 دبابة و33 ألف مدرعة، و3800 مدفع ذاتي الحركة، و3600 مدفع ميداني، و2650 راجمة صواريخ.
تضم القوة البرية للجيش الهندي 4292 دبابة، و8686 مركبة مدرعة، و235 مدفع ذاتي الحركة، و4060 مدفع ميداني، و266 راجمة صواريخ.
يمتلك الأسطول الصيني 777 قطعة بحرية مقابل 285 للجيش الهندي.
تضم قوة الأسطول الصيني 2 حاملة طائرات، و74 غواصة، و36 مدمرة، و52 فرقاطة، و50 كورفيت، و220 سفينة دورية، و29 كاسحة ألغام بحرية.
يمتلك الأسطول الهندي حاملة طائرات واحدة، و16 غواصة، و10 مدمرات، و16 فرقاطة، و19 كورفيت، و139 سفينة دورية، و3 كاسحات ألغام بحرية.
الدعم اللوجيستي
تمتلك الصين 507 مطارات، و4610 سفينة تجارية، و22 ميناء بحري، وقوى عاملة تتجاوز 800 مليون شخص، وشبكة طرق تتجاوز 3.8 مليون كيلومترا، وشبكة سكك حديدية طولها 86 ألف مترا، وهو ما يجعلها قوة دعم لوجيستي هائلة، توفر للجيش الصيني غطاء كبير للدعم والإمداد والتموين في وقت الحرب برا وبحرا وجوا.
تمتلك الهند 346 مطارا، و1719 سفينة تجارية، و13 ميناء وقوى عاملة تتجاوز 521 ألف شخص، وشبكة طرق تتجاوز 3.3 مليون كيلومترا، إضافة إلى السكك الحديدية التي يصل طولها إلى نحو 64 ألف كيلومترا.
وتنتج الصين نحو 3.8 مليون برميل نفط يوميا، لكنها تستهلك 13.5 مليون برميل يوميا، بينما تنتج الهند 733 برميل نفط يوميا، وتستهلك 5 ملايين برميل في اليوم، وهو ما يعني أن كلا الدولتين تعتمدان على استيراد مصادر الطاقة من الخارج.
قم بكتابة اول تعليق