ناشد رؤساء حكومات 4 ولايات ألمانية، في خطابات اطلعت عليها رويترز، الأحد، أعضاء بالكونغرس الأميركي وقف خطط سحب القوات الأميركية من ألمانيا بحسب موقع سكاي نيوز.
كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قال الشهر الماضي إنه سيخفض القوات الأميركية في ألمانيا بنحو 9500 جندي إلى 25 ألف جندي ملقيا باللائمة على ألمانيا، الدولة العضو أيضا في حلف شمال الأطلسي، لإخفاقها في الوفاء بالإنفاق الدفاعي المستهدف للحلف واتهمها بأنها تستغل الولايات المتحدة في مجال التجارة.
ووجه رؤساء حكومات الولايات الأربع بجنوب ألمانيا، والتي توجد بها قواعد عسكرية أميركية إلى 13 عضوا في الكونغرس من بينهم السناتور ميت رومني والسناتور جيم إنهوف.
وكتب رؤساء حكومات بافاريا وهسه وبادن- فيرتمبرجور أينلاند- بالاتينيت: “نحن لذلك نطلب منكم دعمنا ونحن نسعى إلى ألا نقطع رباط الصداقة بل نعززه وأن نحافظ على الوجود الأميركي في ألمانيا وأوروبا في المستقبل”.
ورفض متحدث باسم السفارة الأميركية في برلين التعليق على الخطوة الأميركية، وقالت واشطن في الشهر الماضي إن الخطوة “ستعزز ردع روسيا وتقوي حلف شمال الأطلسي وتطمئن الحلفاء”.
لكن رؤساء الحكومات كتبوا يقولون إن القوات الأميركية في ولاياتهم: “تشكل العمود الفقري للوجود الأميركي في أوروبا ولقدرة حلف شمال الأطلسي على التحرك”.
حقائق وأرقام حول قواعد الجيش الأميركي في ألمانيا
تواجد القوات الأميركية في ألمانيا ينظمه اتفاق دفاع بين الدولتين منذ منتصف القرن الماضي. تواجد لا يقتصر على أفراد أو طائرات ومنشآت، بل مؤسسات لها أبعاد عسكرية واقتصادية، فما سبب الإبقاء على هذه القوات في ألمانيا؟
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كانت جمهورية ألمانيا الاتحادية جزءا من استراتيجية الولايات المتحدة الدفاعية في أوروبا، خصوصا خلال الحرب الباردة. وكانت الولايات المتحدة الأميركية عضوا رئيسا في الدول المتحالفة التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية والتي سيطرت على الأراضي الألمانية لمدة 10 أعوام. ورغم انسحاب حلفاء آخرين من ألمانيا الغربية سابقا ثم من ألمانيا الاتحادية، بقي للقوات الأميركية وجود ظاهر من خلال قواعد عسكرية.
أهمية ألمانيا عسكريا بالنسبة للولايات المتحدة تكمن في تواجد قيادة عمليات أوروبا EUCOM) في قاعدة جنوب مدينة شتوتغارت. وهي القيادة المكلفة بإدارة 51 قاعدة أو وحدات عسكرية في دول أوروبية.
وتكمن مهمة EUCOM في حماية الولايات المتحدة والدفاع عنها عن طريق منع الصراعات، ودعم الشراكات مثل “حلف الناتو”، ومواجهة التهديدات العابرة للحدود. وتضم تحت قيادتها كل من الجيش الأمريكي في أوروبا، والقوات الجوية الأميركية في أوروبا، وقوات مشاة البحرية الأميركية في أوروبا، وجميعها لها قواعد في ألمانيا.
في ألمانيا يتواجد نحو 38 ألف جندي أميركي، وهي تستضيف بذلك أكبر عدد من الجنود الأميركيين في أوروبا، ولا يفوق هذا العدد سوى عديد جنود الولايات المتحدة الأميركية في اليابان.
ورغم ذلك، قد انخفض عديد القوات الأميركية في السنوات الأخيرة. وتظهر أرقام الحكومة الألمانية أنه بين عامي 2006 و 2018 ، انخفض عديد القوات الأميركية المتمركزة في ألمانيا إلى أكثر من النصف، من 72400 إلى 33250، بسبب استجابة الجيش الأمريكي لتحديات معقدة في الأمن العالمي.
مارينز، جنود، وسلاح الجو
ألمانيا هي موطن لخمسة من الحاميات السبع للجيش الأمريكي في أوروبا (الاثنان الآخران في بلجيكا وإيطاليا) ، ومقر الجيش الأمريكي في أوروبا في قاعدة فيسبادن، المدينة القريبة من فرانكفورت في وسط غرب ألمانيا.
توضح الأرقام التي قدمها الجيش الأمريكي إلى DW أن هذه الحاميات الخمس، التي يتكون كل منها من منشآت عسكرية مختلفة في مواقع مختلفة، تضم حاليا نحو 29 ألف عسكري. يتضمن هذا الرقم قوات مشاة البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا، التي يقع مقرها الرئيسي في بوبلينغين (جنوب غرب ألمانيا)، كجزء من حامية الجيش الأمريكي في شتوتغارت.
بالإضافة إلى ذلك، هناك ما يقرب من 9600 من أفراد القوات الجوية الأميركية منتشرين في مواقع مختلفة في ألمانيا، بما في ذلك قاعدتي القوات الجوية الأمريكية في رامشتاين وسبانغداهليم.
قم بكتابة اول تعليق