خطت إسرائيل أولى خطوات اقتناء ناقلات وقود عملاقة من الولايات المتحدة، في تحرك يبدو أنه سيزيد من قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على ضرب أهداف بعيدة، لا سيما في ظل تهالك الناقلات التي يملكها حاليا.
وذكر موقع “ناشونال إنترست” الأميركي في تقرير بعنوان “نحن نعلم كيف ستستخدم إسرائيل مقاتلات إف 35 لتحطيم إيران”، أن ناقلات الوقود العملاقة ستساعد في تحقيق هذا الهدف “إن أراد الإسرائيليون ذلك”.
وأشار الموقع أن المقاتلات الأحدث في العالم التي تعرف بـ”الشبح”، مضافا إليها ناقلات الوقود، ستعزز قدرة سلاح الجو الإسرائيلي في قصف أهداف بعيدة.
وتابع: “إذا أرادات إسرائيل قصف إيران، فإن الحكومة الأميركية جعلت الأمر أكثر سهولة”.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية وافقت على طلب إسرائيل شراء 8 طائرات تزود بالوقود من طراز “كي سي 45 إي بيغاسوس”، التي تعد بمثابة محطة تزود بالوقود في الجو.
وتشمل الصفقة الحصول على معدات وقطع غيار وتدريبات وتبلغ قيمتها 2.4 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل أولى تلك الطائرات إلى إسرائيل وفق ما هو معلن عام 2023.
وتقول وكالة التعاون الأمني في وزارة الخارجية الأميركية، إن “هذه المبيعات تدعم السياسة الخارجية الأميركية والأمن القومي للولايات المتحدة إذ ستعزز قدرة إسرائيل”، حليفة واشنطن في الشرق الأوسط.
وأوضحت الوكالة أن “التزود بالوقود في الجو والجسر الجوي الاستراتيجي شكلا في الماضي نقطة ضعف لحلفائنا”، مضيفة أن مبيعات الطائرات تحسن من وضع الأمن القومي لإسرائيل.
صفقة فريدة من نوعها
ولم يبق أمام تمرير الصفقة سوى موافقة الكونغرس الأميركي، ومن غير المرجح أن يعترض عليها، بحسب “ناشونال إنترست”.
وعليه، ستكون هذه المبيعات فريدة من نوعها على عدة مستويات، أبرزها أن هذه هي المرة الأولى التي تبيع فيها الولايات المتحدة طائرة تزود بالوقود إلى إسرائيل.
وتوجد لدى إسرائيل 11 ناقلة وقود جوية، بما فيها 7 طائرات “بوينغ 707” أميركية الصنع، و4 طائرات من طراز “لوكهيد مارتن سي 130″، لكن هذه الطائرات لم تكن طائرت نقل وقود بالأساس، غير أن الإسرائيليين عدّلوها لتصبح كذلك.
ومشكلة الناقلات الإسرائيلية العملاقة أنها قديمة للغاية، إذ يبلغ عمرها نحو 60 عاما.
ويحتاج سلاح الجو الإسرائيلي بشدة إلى الحفاظ على قدرته على إعادة التزود بالوقود جوا، مما يسمح لطائراته بالتحليق لمسافات أبعد.
تفاصيل الطائرة
ولذلك اشترت إسرائيل في 2017 طائرة “بيونغ 707” من الجيش البرازيلي، وذلك فقط من أجل الحصول على قطع غيار لطائراتها المتهالكة.
وتتميز الطائرة “بيغاسوس” الحديثة ذات المحركين، بقدرتها على حمل 106 أطنان من الوقود، الذي يمكن أن تنقله بسهولة للطائرات المقاتلة.
ويمكن لهذه الطائرة التحليق لمسافة تصل إلى 9500 كيلومتر، علما أن الجيش الأميركي يستخدم حاليا 31 طائرة من هذا الطراز.
داعمة للشبح
واشترت إسرائيل 50 مقاتلة من طراز “إف 35” من الولايات المتحدة، وقد تلقت عددا منها بالفعل وشرعت في استخدامها بمهام عسكرية.
ويمكن لهذه المقاتلات بشكل عام أن تحلق لمسافة تصل إلى 2172 كيلومترا بعد التزود للوقود لمرة واحدة في أرض المطار، بينما المقاتلات التي اشترتها إسرائيل صممت بخزان أكبر من الطبيعي، لكن لا يبدو أن هذا كاف خاصة إذا تعلق الأمر بإيران.
وتبلغ المسافة بين إسرائيل وطهران نحو 1900 كيلو متر، وهذا يعني أن على المقاتلات الحربية أن تحلق لمسافة 3800 كليومتر، مما يستلزم التزود بالوقود في الجو، وربما لمرات عدة.
وهددت إسرائيل مرارا بضرب أهداف نووية في إيران، تعتقد أنها تخفي برنامجا عسكريا غير معلن.
وفي المقابل، يقول موقع “ناشونال إنترست” إن لدى إيران أكثر من ألف مدفع مضاد للطيران، وعددا من صواريخ “الأرض جو”، فضلا عن أنها طالبت روسيا مرارا بتسليمها منظومة صواريخ “إس 400” للدفاع الجوي.
وأضاف أنه من المؤكد أن المنشآت النووية الإيرانية محمية بمنظومة دفاع جوية قوية.
قم بكتابة اول تعليق