تعمل الصواريخ الموجهة برصد أهدافها (عادة إما بالرادار أو بالأشعة تحت الحمراء ولكن بعض الصواريخ تستخدم الليزر أو التوجيه البصري) ثم يُطلق الصاروخ على الهدف في مسار تصادمي.
يلاحظ أنه ليس بالضرورة أن تستخدم الطائرة وسيلة تحديد الهدف ذاتها التي يستخدمها الصاروخ، فمن الممكن مثلا أن يستخدم الصاروخ الأشعة تحت الحمراء ليتوجه للهدف بينما تم رصد الهدف من الطائرة بوسائل بصرية أو بالرادار.
التوجيه بالرادار
يستخدم التوجيه الراداري عادة للصواريخ متوسطة أو بعيدة المدى، حيث تكون بصمة الأشعة تحت الحمراء للهدف ضعيفة جداً كي يلتقطها باحث الأشعة تحت الحمراء.
يوجد نوعان رئيسيان من الصواريخ الموجهة بالرادار:
- صاروخ موجه بالرادار إيجابي.
- وموجه بالرادار نصف إيجابي.
من الممكن تضليل الصواريخ الموجهة بالرادار بالمناورة السريعة مما يؤدي إلى فقدان الصاروخ “لإغلاقه” على الهدف، كما من الممكن تضليله بوسائل التشويش الإلكتروني والرقائق المضللة للرادار.
التوجيه الفعال بالرادار
الصواريخ الموجهة بشكل فعال بالرادار (Active radar homing) تحمل رادارها الخاص لترصد وتتقفي أثر الهدف. إلا أن حجم هوائي الرادار يحده قطر الصواريخ الصغير مما يحد من مداه وبالتالي يجعل هذه النوعية من الصواريخ تعتمد على وسيلتين للاقتراب من الهدف، أولا اعتمادا على وسائل توجيه أخرى ثم يعمل رادار الصاروخ ويتوجه للهدف.
التوجيه النصف الفعال بالرادار
الصواريخ الموجهة بشكل نصف فعال بالرادار (Semi-active radar homing) أبسط وأكثر استخداما من تلك الموجهة بشكل فعال. تعمل هذه الصواريخ بالتقاط الطاقة الرإدارية المنعكسة من الهدف، تطلق هذه الطاقة الرإدارية من رادار الطائرة المطلقة للصاروخ نفسها. إلا أن هذا يعني أن تظل الطائرة المطلقة للصاروخ في حالة “إغلاق” للهدف (أي توضيح الهدف للصاروخ برادارها الخاص) حتى يلتقي الصاروخ بالهدف، مما يحد من قدرة الطائرة على المناورة والتي قد تكون هامة جدا إذا ما ظهرت تهديدات للطائرة المطلقة نفسها. كما يجعل هذا التشويش على إغلاق الصاروخ على الهدف سهلا لأن الطائرة المطلقة تكون أبعد عن الصاروخ من بعده عن الهدف، فإشارة الرادار في هذه الحالة تقطع مسافة أكبر وهذا يعرضها للتشويش لسهولة
التوجيه الشعاعي بالرادار
أحد الصور الأولى للتوجيه بالرادار كانت التوجيه الشعاعي. في هذه الطريقة، تطلق الطائرة شعاعا ضيقا من الطاقة الرادارية على الهدف ثم يطلق الصاروخ على الشعاع وتحافظ حساسات معينة على بقاء الصاروخ داخل الشعاع. وطالما ظل الشعاع على الهدف يظل الصاروخ راكبا الشعاع منطلقا نحوه حتى يعترضه. بينما تعد الطريقة سهلة نظريا، إلا أن المحافظة على ثبات الشعاع على الهدف وفي نفس الوقت الطيران بالطائرة المطلقة للصاروخ نفسها والانتباه لمضادات العدو كل في أن واحد كان صعبا.
التوجيه بالأشعة تحت الحمراء
تنطلق الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء نحو الحرارة التي تصدرها الطائرة.
تستطيع الصواريخ الحديثة الموجهة بالحرارة أن تلتقط الحرارة الصادرة عن جسم الطائرة نفسه والذي يسخن نتيجة احتكاكه بالهواء بالإضافة إلى التقاط البصمة الحرارية للمحرك الضعيفة في حالة رؤيته من الجانب أو من أمام الطائرة.
تستطيع الطائرة أن تدافع عن نفسها بإطلاق رقائق حرارية تكون أسخن من الطائرة وبالتالي يتجه الصاروخ للهدف الأسخن وهو الرقائق بدلا من الطائرة. كما من الممكن استخدام شرك استدراجي ومشوشات على الأشعة تحت الحمراء لتشتيت الصاروخ عن هدفه.
التوجيه البصري-الإلكتروني
أحد التطورات الأخيرة في تقنيات توجيه الصواريخ هي التوجيه البصري-الإلكتروني. حيث يكون بالصاروخ باحث إلكتروني-بصري يقوم بمسح المنطقة المحددة للصاروخ باستخدام التصوير البصري. عندما يرصد الهدف يقوم الصاروخ بالإغلاق عليه. من الممكن برمجة الباحث الإلكتروني-البصري ليستهدف أماكن هامة في الطائرة مثل قمرة القيادة. وبما أن هذه النوعية من الصواريخ لا تعتمد على البصمة الحرارية الناتجة عن الطائرة فمن الممكن إطلاق هذه الصواريخ على الأهداف ذات الحرارة المنخفضة مثل الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز.
قم بكتابة اول تعليق