أجرت الصين مؤخراً تجارب صاروخية لافتة، كما لو أنها كانت تمهيداً متعمداً للتقرير العسكري الأميركي الشامل، بحسب ما أورد موقع “ناشونال إنترست” الأميركي في 10 أيلول/سبتمبر الجاري.
ونقلت قناة سكاي نيوز عربية أن من بين المعدات الحديثة التي دخلت حيز الخدمة، “دي أف-21 دي” و”دي أف-26 بي”، وهما من الصواريخ العابرة للقارات ويستهدفان السفن.
ويصل مدى الأول إلى 1448 كيلومترا، ومخصص لضرب السفن الثابتة، بينما يصل مدى الثاني إلى 4 آلاف كيلومترا، ويصيب السفن المتحركة.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أحدث تقاريرها السنوية بشأن القوة العسكرية للصين، محذرة من أن بكين راكمت خلال الفترة الماضية كمية كبيرة من الأسلحة الجديدة والمتطورة.
وجرى إطلاق الصاروخين من شاحنات في منطقة تشينغهاي في أقصى غربي البلاد، وسقطا في بحر الصين الجنوبي، الذي يمثل يؤرة صراع بين بكين وواشنطن.
وجاءت التجربة الصاروخية بعيد دخول سفينتين حربيتين أميركيتين في مياه هذا البحر، الأمر الذي دفع المراقبين العسكريين إلى تفسير التجربة على أنها رد على الانتشار الأميركي.
لكن اللافت في التجربة الصاروخية، بحسب “ناشونال إنترست” هو اعتماد الصين على إطلاق صواريخ مضادة للسفن من على متن شاحنات، وفي منطقة بعيدة جدا عن السواحل.
وبحسب سكاي نيوز، قال الموقع الأميركي إن هذه الصواريخ الجديدة من طراز لا يمكن اعتراضها تقريبا. وأضاف أن إطلاق الصواريخ من شاحنات يصعّب عملية اكتشافها وتتبعها والتصدي لها وتدميرها.
ويبدو أن استخدام هذه الأدوات في التجارب الصاروخية يعني أن جيش التحرير الشعبي الصيني يود أن يبعث رسالة إلى أعداء بكين المحتملين مفادها “الردع المطلق”.
وتقوم هذه الرسالة على مبدأ أن أي قائد أجنبي سيجد في إصدار أوامر بضرب المواقع الساحلية في الصين صعوبة بالغة، أما المغامرة بمهاجمة عمق الصين القاري فذاك أمر لا طاقة لأحد به.
وقال موقع “ناشونال إنترست” إن مثل هذه التحركات والتجارب تعني المنافسة الاستراتيجية في وقت السلم، وتشبه الفترة التي تسبق النزال في الملاكمة، حيث يصوّر كل طرف بأنه المنتصر، عبر الترويج لمهاراته القتالية، بغية إضعاف الخصم وكسر روحه المعنوية.
قم بكتابة اول تعليق