نشر موقع يورو نيوز أن البحريتان اليونانية والإماراتية أجرتا مناورات بحرية مشتركة في ظل سعي أثينا تعزيز قدارتها العسكرية وسط التوترات المتصاعدة بينها وبين تركيا في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف الموقع أن المناورات المشتركة تأتي وسط الخلاف التركي-اليوناني بشأن مساعي أنقرة للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المنطقة التي ترى اليونان أنها تقع ضمن حدودها البحرية.
وعززت أثينا وأنقرة تواجدهما البحري العسكري في المنطقة سعياً لفرض سيطرة كل منهما على المنطقة.
وتستمر تركيا في إرسال سفن التنقيب عن الغاز في المنطقة التي تقول إنها تابعة لحدودها وهو ما أثار التوترات بينها وبين اليونان وعدد من دول الاتحاد الأوروبي الداعمة لموقف أثينا وعلى رأسها فرنسا.
وتجادل اليونان بأن ترسيم الحدود البحرية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الجزر اليونانية شرق المتوسط وهو ما ترفضه أنقرة.
وطالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليونان بدخول في مفاوضات جديدة حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين و”إلا على أثينا تحمّل العواقب”.
التوجه التركي
ويرى بعض المحللين والمتابعين للأزمة إن التواجد التركي في المنطقة يتخطى مجرد التنقيب عن الغاز الطبيعي.
وطبقاً لريان جينيراس، الأستاذ في إدارة شؤون الأمن القومي البحري بكلية الدراسات العليا بكاليفورنيا والمتخصص في الشؤون البحرية التركية، فإن القضية الأكثر إثارة لطموحات تركيا في المنطقة هي “رؤية أنقرة أنها محاطة بمنافسين وخصوم وقدرتها على استخدام قوتها لتأكيد تواجدها”.
ويضيف جينجيراس بأن تركيا “ترى نفسها القوة الأعظم في شرق البحر الأبيض المتوسط ويجب التعامل معها على هذا النحو”.
ويوفر سباق التنقيب عن الغاز في المتوسط مواجهة تركيا مع دول أخرى مثل مصر التي تمثل عدواً سياسياً لأنقرة منذ الإطاحة بحكم الرئيس المصري السابق وعضو جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي عام 2013.
مشاركة الإمارات في المناورات
أما مشاركة الإمارات في المناورات اليونانية فهي تأتي في وقت تتناحر فيه الدولتان على خلفية المواجهة غير المباشرة على أرض ليبيا، حيث يدعم إردوغان عسكرياً وسياسياً حكومة الوفاق الوطني في طرابلس في مواجهة قوات المشير خليفة حفتر في شرق البلاد والمدعومة من كل من الإمارات ومصر.
وبذلك تشكل تلك المناورات في ظل الخلاف التركي-اليوناني من جهة، والخلاف التركي-المصري-الإماراتي من جهة أخرى، مسرحا مثاليا لمعركة إردوغان ومساعيه لفرض السيطرة التركية ضد أعدائه بالإقليم كله.
قم بكتابة اول تعليق