محمد الكناني
مصر والسو-35 / ميكو-2020
- إن الأخبار المتداولة والتي تقول إن بأن صفقة مقاتلات سو-35 المصرية قد توقف أُلغيت/ تأجّلت لا أساس لها من الصحة ولا مصدر عليها، بل العكس هو الصحيح، فطبقاً للوكالة الإخبارية الرسمية للكيان الفيدرالي “خاباروفسك Khabarovsk” الواقع جنوبي شرق روسيا، فإن مصنع “كومسومولسك-نا-أموري” الموجود بالإقليم، والمسؤول عن إنتاج مقاتلات Su-35 وSu-57، قد بدأ فعلياً في تنفيذ عقد التصدير الثاني للمقاتلة، وقم تم تسليم 5 مقاتلات لمصر من أصل 30 مقاتلة. وتعد الصين الزبون الأجنبي الأول للمقاتلة حيث تُشغّل 24 منها.
- بحلول نهاية العام الجاري يمكن أن نشهد تدشين أول فرقاطة مصرية طراز MEKO-A200 بعد اكتمال بنائها في ألمانيا، وذلك ضمن صفقة شملت 4 فرقاطات شبحية متعددة المهام من نفس الطراز وتضمنت نقل التكنولوجيا لبناء 1 لدى أحواض شركة الإسكندرية لبناء السفن. وقد أعلن السيد قائد القوات البحرية المصرية الفريق أحمد خالد عن عقد الفرقاطات الألمانية رسميا خلال عيد القوات البحرية في أكتوبر الجاري.
- الأطقم البحرية المصرية متواجدة في إيطاليا للتدريب على فرقاطات FREMM Bergamini في إطار تنفيذ العقد الموقع بين القاهرة وروما للحصول على فرقاطتين من إصدار الأغراض العامة ذو القدرة المعززة في مهام الدفاع الجوي والقتال ضد أهداف السطح، ومن المنتظر أن تكون أول فرقاطة جاهزة للتسليم بحلول نهاية العام الجاري والثانية خلال ربيع العام القادم 2021. وقدمت مصر طلباً بتنفيذ عدد من التعديلات على الفرقاطات متضمنة استبدال معدات حلف الناتو بأخرى تتوافق مع بحريتها بقيمة وصلت إلى 140 مليون يورو يتحملها الجانب الإيطالي. وتعاملت إيطاليا مع مصر كحليف من خارج حلف الناتو لتوفير الغطاء السياسي للصفقة لتمرير بعض المكونات والمعدات الحساسة التي طلبتها البحرية المصرية.
الإمارات والأف-35 والتفوق العسكري الإسرائيلي
- الإدارة الأميركية تمضي قُدُماً في بيع مقاتلات الجيل الخامس الشبحية F-35 لصالح الإمارات، حيث يمكن أن يصل حجم العقد إلى 50 مقاتلة بقيمة تتجاوز 10 مليار دولار، وذلك وسط جو من التحفظ والتحركات التشريعية داخل الكونجرس لضمان عدم إخلال تلك الصفقة بما يُسمى بـ” التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي والذي يُعد من صميم التزامات الولايات المتحدة الأمريكية ناحية إسرائيل وضمن محددات السياسة الخارجية لواشنطن بما يخدم مصالح أمنها القومي في منطقة الشرق الأوسط.
- على الجانب الآخر جاءت التصريحات الإسرائيلية إيجابية بعدم اعتراض تل أبيب على عقود التسليح الأميركية للإمارات. والأمر لا يتعلق باتفاق السلام والتطبيع مع أبوظبي بقدر ما يتعلق بما قدمته إسرائيل من قائمة بطلبات التسلح الجديدة للإدارة الأميركية وما ستقدمه الأخيرة من تعويضات مناسبة، وذلك خلال الزيارة الأخيرة لوزير دفاعها بيني جانتز ولقائه نظيره الأمريكي مارك إسبر الذي من المنتظر أن يزور إسرائيل بدوره خلال الفترة القادمة.
وتاتي أهم التعويضات والضمانات الممنوحة/ المنتظر أن تُمنح لإسرائيل كالآتي:
- تقدم إليوت إنجل Eliot Engel السيناتور الديمقراطي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس، بمشروع قانون يُقيّد مبيعات التسليح لدول الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل، والتي تشمل مقاتلات F-35، الطائرات بدون طيار، وطائرات الحرب الإلكترونية. وفي حال تمت الموافقة على القانون، فإنه سيشترط على الدولة الموقعة للسلام مع إسرائيل: حماية التكنولوجيا الحساسة من السرقة او وصولها لطرف ثالث، عدم انتهاك القانون الدولي الإنساني، التشاور مع الولايات المتحدة بشأن استخدام تلك الأسلحة. ويجب تعديل الأسلحة لضمان قدرة إسرائيل على التعرف عليها، تحديد موقعها، وتتبعها باستمرار.
- في حال لم يتم تمرير هذا القانون، فإن هناك ضمانات أخرى فعلية لإسرائيل وتشمل:
- 1- تعتمد مقاتلات F-35 في تشغيلها بدرجة غير مسبوقة على أعمال الصيانة المستمرة والدعم اللوجيستي والفني المستمرين من شبكة المعلومات التابعة لشركة لوكهيد مارتن. وعليه فإن الولايات المتحدة في حال أن اعترضت على اسلوب استخدام دولة ما لتلك المقاتلات، يمكنها بكل بساطة أن تحظر وصولها لأجهزة الكمبيوتر المتصلة بشبكة الدعم والصيانة مما يشل من فاعلية المقاتلة وسيخفض من قدرة تلك الدولة على الاستفادة منها لأقل نسبة ممكنة.
- 2- تتمتع النسخة الإسرائيلية -حصرياً- من الـF-35 الأميركية والتي تحمل اسم ” أدير F-35I Adir (تعني العظيم بالعبرية [ من أسماء الله في اليهودية ]) بإمكانية تنصيب أنظمة سوفتوير إسرائيلية إضافة لنظام التشغيل الأميركي داخل كمبيوتر المهام للمقاتلة. وتلك الميزة لم تحصل عليها أية دولة أخرى مُشغّلة للمقاتلة. هذا إلى جانب وجود منفذ مخصص يسمح بإضافة وتنصيب أنظمة الحرب الإلكترونية والمستشعرات والأسلحة إسرائيلية الصنع إلى جانب نظيرتها الأميركية نفسها وباستقلالية كاملة.
- 3- خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للولايات المتحدة الاسبوع الماضي، توصل المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون إلى تفاهم حول إمكانية تمكين اسرائيل من الوصول بشكل أعمق لأنظمة إلكترونيات الطيران الأساسية للمقاتلة F-35، مما يسمح لها بتنصيب تقنيات جديدة تتجنب من خلالها أية نقاط ضعف يمكن أن تحللها او تكشفها الإمارات.
- 4- طبقا لمصادر لم يُذكر اسمها، فإن الولايات المتحدة ستمنح إسرائيل قدرة الوصول المباشر لأقمار الإنذار المبكر الاستراتيجية المُسماه “SBIRS” او ما يُعرف بـ” نظام الرصد الفضائي بالأشعة تحت الحمراء Space-Based InfraRed System” وهي عبارة عن 7 أقمار صناعية مُخصصة للإنذار ضد الصواريخ الباليستية قصيرة، متوسطة، وبعيدة المدى (يتكلف القمر الواحد ما يقرب من 1.7 مليار دولار) ضمن منظومة الدفاع الصاروخي الأميركية. وفي حال أن صحّت تلك المعلومات، فإن إسرائيل ستحصل على قدرة إنذار مبكر غير مسبوقة، ستسمح لها برصد أية مصادر إطلاق للصواريخ الباليستية على مستوى المنطقة بأكملها، واتخاذ التدابير المناسبة في وقت كافٍ لتحييد وإسكات منصات الصواريخ.
أما طلبات التسلح الإسرائيلية الجديدة فقد اشتملت على ما يلي:
- 1- سربين مقاتلين يشتملا على 25 مقاتلة F-35 جديدة ليرتفع حجم الأسطول الإسرائيلي مستقبلاً إلى 75 مقاتلة تشكل 3 أسراب، و25 مقاتلة F-15EX تمثل الطراز الأحدث والأقوى على الإطلاق في عائلة مقاتلات السيطرة الجوية القاذفة/الضاربة F-15، مما يمثل طفرة هجومية نوعية إلى جانب سرب مقاتلات “راعم F-15I Ra’am” العامل لدى سلاح الطيران الإسرائيلي والمُنتظر تطويره هو الآخر.
- 2- الجيل الجديد من طائرات الإمداد الجوي بالوقود KC-46A لضمان الحفاظ على قدرة عمل المقاتلات في مدايات بعيدة وتنفيذ المهام الهجومية الاستراتيجية.
- 3- قدمت إسرائيل طلبا للحصول على 12 مروحية للنقل والعمليات الخاصة ذات القدرات الفائقة V-22 Osprey إلى جانب خيارات استبدال مروحيات النقل العسكري الثقيلة المتقادمة لديها طراز CH-53D Stallion بطراز أحدث من شركة لوكهيد مارتن حيث يوجد خيار مروحيات CH-53K King Stallion أو خيار مروحيات
- Chinook CH-47F Block II -4- حزمة جديدة من الذخائر الذكية عالية الدقة المُطلقة جواً وتشتمل على قنابل JDAM والذخائر الخارقة للتحصينات
- Bunker Buster -5- البدء مستقبلا في استبدال مروحيات أباتشي AH-64A المتقادمة لديها ( تمتلك 48 مروحية منها 26 من النسخة القديمة A ) بالطراز الأحدث AH-64E Guardian.* الحديث حول احتمال حصول إسرائيل على مقاتلات التفوق الجوي الشبحية F-22 Raptor غير مُرجّح نظراً لتوقف إنتاجها منذ سنوات، ولوجود محاظير أمريكية على تصديرها حتى اللحظة، ولارتفاع تكلفة تشغيلها بما يعادل ضعف تكلفة ساعة الطيران لمقاتلة F-15 ومرة نصف تكلفة ساعة الطيران لمقاتلة F-35. تكلفة ساعة الطيران للـF-22 تتجاوز 40 ألف دولار ويمكن أن تصل إلى 60 الف دولار.تكلفة ساعة الطيران للـF-35 حوالي 30 ألف دولار.تكلفة ساعة الطيران للـF-15 حوالي 24 ألف دولار.
قم بكتابة اول تعليق