علاء الدين محمد
تسعى الصين لامتلاك قوة بحرية قوية جداً لمنافسة بحرية الولايات المتحدة الأمريكية في صراعهما على السيطرة على المحيط الهادئ وثرواته من النفط والغاز بالإضافة تسعى لإجبار دول الجوار بالقبول بترسيم الحدود البحرية الذي تفرضه الصين وهو ما يسب خلاف للصين مع دول الجوار حول بعض الجزر والمياه الاقتصادية والمضائق البحرية.
يصنف التقرير السنوي لعام 2020 الذي تصدره البنتاغون الكونغرس الأمريكي أن البحرية الصينية تعتبر أكبر بحرية في العالم حالياً بعدد 350 سفينة وغواصات وسيصل العدد إلى 360 قطعة بحرية نهاية عام 2020 وما تزال المشاريع الصينية مستمرة بالأخص في مجال صناعة حاملات الطائرات و السفن والغواصات التي تحمل الصواريخ الموجهة.
تعتمد السياسة البحرية الصينية على شقين دفاعي وهجومي لفرض هيمنة الصين:
– شق دفاعي عبر بناء الجزر الصناعية الدفاعية وبناء الكورفيت والفرقاطات وغواصات الديزل و الكهرباء
– شق هجومي عبر بناء حاملات الطائرات والطرادات والغواصات النووية الحاملة للصواريخ الباليستية
تسعى الصين من الاستفادة من القوة الهجومية التي توفرها حاملة المقاتلات لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للصين اذا ان اهمية الحاملة القتالية تفوق بكثير المخاطر المرتبطة بتشغيلها وستكون لحاملات الطائرات الصينية في المحيط الأمني المستقر في غرب المحيط الهادي قدرة محورية ومؤثرة ضرورية لسعي إلى الهيمنة الإقليمية اولا ثم العالمية ثانيا.
تدرك الصين أنه في اي نزاع بحري او حرب مع أي دولة تقريباً ستوفر حاملاتها وسفنها وغواصاتها ذات الصواريخ الموجهة ميزة قتالية قوية وتدرك الصين أنه في حالة ظهور نزاع مع الولايات المتحدة فإنه يتعين استخدام قدراتها القتالية الحربية المتمثلة في الحاملات مثل بقية ترسانتها على أساس مبدأ المخاطر المحسوبة وهذا ما يخشاه الاستراتيجيون في الولايات المتحدة الامريكية نفسها إذ يمكن أن تنقل الحرب كذلك إلى داخل الأراضي الأمريكية وهذا ستعتبر سابقة من نوعها في العصر الحديث.
تنظر الصين إلى الولايات المتحدة باعتبارها مهيمنة في آسيا وتسعى استراتيجيتها إلى حرمان الولايات المتحدة من هذا الدور في سعيها لإخراج الولايات المتحدة من موقع القوة والنفوذ في المنطقة.
شرعت الصين في برنامج بناء وتحديث بحري في البداية وبدا أن هذا البرنامج بعد قيام امريكا بتقديم الدعم أثناء الحرب إلى تايوان بعد أزمة مضيق تايوان عام 1996 وشمل الدعم أسلحة ومنصات مصممة خصيصًا لاستهداف القطع البحرية الصينية.
بدأت الصين في تطوير أسلحة وأجهزة استشعار بعيدة جدا عن تلك الضرورية لسيناريوهات حرب ضد تايوان وبدأ برنامج البحرية الصينية بوضع الأساس للهيمنة البحرية الإقليمية ولأجل إظهار التأثير الصيني العالمي حتى الآن في منطقة شرق المحيط الهادئ والبحر الأبيض المتوسط.
اعتمد البرنامج الصيني على:
– تحديث مدمراتها متعددة الأغراض
– بناء طرادات Type-055
– غواصات هجوم نووية ( فئة Jin class )
– سفن برمائية ( Type-071 ) و ( Type-075 )
– قوة لوجستية محسنة إلى حد بعيد
– مشروع الحاملات والذي يعتبر أقوى دليل لتصميم الصين على الهيمنة الإقليمية والعالمية ( Type-001 ) و ( Type-002 ) و ( Type-003 ) و ( Type-004 )
ايضا للحاملات ميزة دبلوماسية من الدرجة الأولى تتمثل إما لزيادة الضغط السياسي ضد الاعداء أو تخفيف الضغط السياسي للدولة المالكة وعندما تزداد التوترات الإقليمية يتم إرسال حاملة أو في بعض الأحيان حاملتين إلى قبالة سواحل الدولة العدو وعندما تجرى الانتخابات سيؤثر وجود الحاملات قرب سواحل الدولة في فرص فوز الحزب الحاكم.
الصراع الرئيسي سيكون ذا قيمة أكثر في غياب الحرب وبدلاً من مواجهة سفن بحرية كبرى أخرى سوف تعمل هذه الحاملات الكبيرة الجديدة على ان نشرها في وقت السلم يتيح للصين دون نزاع مباشر تحجيم النفوذ الأمريكي في المنطقة.
قم بكتابة اول تعليق