د. ظافر محمد العجمي
جراء فوضى واشنطن الأسبوع الماضي كان الرسميون مشوشين وعاجزين عن ضبط اتزان القرار السياسي الأمريكي، وقد أقلقنا صدور قرارات تمس الخليج في ضجة واشنطن، ففي الجانب السياسي ثبت أن كل القيم الديمقراطية التي كان يتم تسويقها ترغيباً وترهيباً عبر المنظمات الحقوقية أو الضغط بمبيعات السلاح لم تكن إلا «هراءً» منمقاً، وأنها ستستمر على نفس النهج مرة بشعار أن الديمقراطية الغربية هي المخرج للوصول إلى الاستقرار، ومرة أن الاستقرار قد يتحقق بالقوة وهو الغاية الأمريكية الأسمى في الخليج لتسهيل تواجدهم.
كما صدرت كلمات مستفزة عن وزير الخارجية مايك بومبيو: «تذكرون خبير الشرق الأوسط هذا؟.. قال إن ذلك لا يمكن أن يحصل، نحن قمنا بذلك» منتقداً خطاب وزير الخارجية السابق كيري: «لن يكون هناك اتفاق سلام متقدم ومنفصل بدون السلام الفلسطيني». وهي مستفزة لأنها قد تدفع الإدارة الديمقراطية إلى تحركات ليست في صالح الخليج إما بوقف التطبيع، وإما بدفع دول أخرى قسراً للتطبيع لتتفوق على الإدارة السابقة.
وفي ضباب «حرب واشنطن الأهلية» لم يتوقف بومبيو عن العمل وكأنه باق، فقد اتهم طهران بعلاقات مع تنظيم القاعدة الإرهابي، فهل يؤسس بومبيو في الإدراك الديمقراطي القادم لواشنطن أن القاعدة باقية، وإن الجهادية الإرهابية عدو مثل إيران وتتمتع بقوة مصدرها طهران، ما يقود إلى إعادة فتح ملفات جرائم القاعدة وأهمها تفجيرات 11 سبتمبر التي كان ضالعاً فيها بعض شذاذ الآفاق من الخليجيين من أهل الفكر الضال.
ورغم انشغال الإدارتين الجمهورية الآفلة، والديمقراطية البازغة في غزوة واشنطن فإن وصم الحوثيين بصفة الإرهاب تخلل وسائل الإعلام، وهو قرار صائب لكن هل تستمر الإدارة القادمة في تنفيذه؟ وعلى خلفية اقتحام الكونغرس قرر قادة أوروبيون رفض نهج الإدارة الجمهورية برفض استقبال بومبيو، وهو امتداد لرفض أوروبا مساعي ترامب لمعاقبة إيران، ما دفعه لإعادة إرسال حاملات الطائرات إلى الخليج ما يعيد متفجرات الصراع، رغم أنه قرار صائب لو أن الأمور مستقرة في واشنطن. ثم ختمتها واشنطن بضم إسرائيل إلى القيادة الوسطى سينتكوم، لتكبيل بايدن بأزمة رفض بعض الدول هذا الهيكل.
بالعجمي الفصيح: لا أستبعد أن يتم اتهام دول الخليج بتمويل «غزوة واشنطن»، لأننا في فترة ما كنا نفضل ترامب.
قم بكتابة اول تعليق