تتواصل جهود الخبراء العسكريين حول العالم لوضع تصور واضح لما ستكون عليه العمليات القتالية في المستقبل وتحديد مفهوم “حروب الجيل الخامس” التي تعتمد على “السحابة القتالية” في تبادل المعلومات عن سير العمليات العسكرية برا وبحرا وجوا، بحسب ما نقلت سبوتنيك في 16 آذار/ مارس الجاري.
يقول موقع “ذا ستراتيجيست” الأسترالي إن مصطلح “حروب الجيل الخامس” يتضمن تصور طريقة اندلاع الحروب الكبرى في المستقبل وإعداد الجيوش لتكون قادرة على تحقيق النصر في تلك الحروب المعقدة.
ويمكن تصور ما ستكون عليه حروب الجيل الخامس عن طريق 4 قواعد رئيسية تعتمد عليها تلك الحروب:
1- الشبكات الافتراضية
أصبحت الحروب الحديثة تستخدم الشبكات الرقمية بصورة مكثفة اعتمادا على 4 عناصر مترابطة ومتداخلة وهي: المعلومات والاستشعار والتأثيرات والقيادة.
فعن طريق ربط تلك العناصر ببعضها بواسطة الشبكات الافتراضية يتم إدارة ميادين القتال عن طريق عناصر القوات التي يجب أن تمتلك القدرة على الاستفادة مما يصل إليها من معلومات في تنفيذ العمليات العسكرية بالسرعة والكفاءة المطلوبة.
2- السحابة القتالية
تركز حروب الجيل الخامس بصورة أكبر على العمليات القتالية المشتركة بين مختلف أنواع الأسلحة، وهو ما يمكن أن توفره الشبكات بواسطة تقنية “سحابة القتال الافتراضية”، التي تسمح بالوصول إلى المعلومات الضرورية أو إضافة معلومات جديدة عن أحد أفرع القوات المقاتلة لتكون متاحة لجميع القوات في نفس الوقت.
هذه السحابة هي أقرب إلى أنظمة السحابة الإلكترونية التي يتم استخدامها من أجل إتاحة قدر هائل من المعلومات للأغراض التجارية.
ويساهم هذا النهج في تقليل وقت الاستجابة للتهديدات، لأنها تحول الخصم إلى مجرد رمز يتم إطلاق النار عليه بمجرد ظهوره على الشاشة أيا كان تشابك العمليات القتالية.
3- الإدارة المشتركة للمعارك
ستعتمد حروب الجيل الخامس على إدارة المعارك في نطاقات متعددة تشمل البر والبحر والجو والفضاء والفضاء الإلكتروني.
يقول موقع “ذات ستراتيجيست” الأسترالي إن الفكرة الرئيسية لهذا النهج هو الاستفادة من تداخل العمليات الحربية في أكثر من نطاق.
وإذا تمكن قادة القوات من تنسيق عملهم بصورة دقيقة وسريعة أمام العدو، فإن هذا الأمر يمنحهم ميزة عملياتية تمكنهم من السيطرة على المعركة.
4- الحرب المفتوحة
يركز هذا النهج على خطر انسياب المعلومات عبر الشبكات الافتراضية العسكرية، وهو أمر يقلق قادة الجيوش، الذين يخشون من حدوث مشاكل تقنية مثل عدم توافق أنظمة التشغيل المختلفة ضمن السحابة القتالية أو وجود ثغرات يمكن أن يستفيد منها العدو لاختراق السحابة القتالية وخداع القوات التي تعتمد عليها في القتال.
يقول الموقع الأسترالي: “لكي يمكن فهم حروب الجيل الخامس، فإنه يجب أن نلقي نظرة على الحروب السابقة التي بدأت الاعتماد على الشبكات المركزية في إتاحة المعلومات الخاصة بسير العمليات القتالية لمختلف الأفرع المشاركة فيها، وهو ما يطلق عليه “حروب الشبكات المركزية”، التي بدأ ظهورها في تسعينيات القرن الماضي.
وخلال السنوات الماضية، أصبحت الشبكات المركزية تهيمن على طريقة إدارة الحروب حول العالم.
ولفت الموقع: “تعتمد تكتيكات حروب الجيل الخامس على تقنيات السحابة التي ظهرت قبل سنوات للاستخدامات التجارية”، مشيرا إلى أن هناك مبدأ عام وهو أن ظهور التقنيات المدنية يجذب انتباه الخبراء العسكريين بعدما تصبح واقع للاستفادة منها في إدارة المعارك الحربية.
وأوضح الموقع أن حروب الجيل الخامس تعني أنه لن يكون هناك قوة تحارب بصورة مستقلة، مشيرا إلى أن تلك الحروب تعتمد على التكامل والتوافق بين أنظمة قتالية مختلفة ضمن نظام واحد يمكن لكل القوات المحاربة أن تصل إلى ما يوفره من معلومات كما يمكنها إضافة أي معلومات ضرورة عن تطورات القتال.
5 محاذير لـ “حروب الجيل الخامس”
1- تمثل المشاكل التقنية واحدة من أكبر المخاطر التي تهدد القوات المشاركة في “السحابة القتالية” التي تعتمد عليها حروب الجيل الخامس.
ويقول الموقع إنه إذا تمكن العدو من اختراق أنظمة “السحابة القتالية” الخاصة بتحالف عسكري محدد فإن ذلك يمكن أن يساهم في زرع بيانات خاطئة تقود لنتائج كارثية خلال القتال.
2- تعتمد الحروب الحديثة على تكوين التحالفات العسكرية وهو ما يعني أن “حروب الجيل الخامس” سيشارك فيها دول مختلفة لكل منها مصادر استخباراتية وبصمات إلكترونية مختلفة لإتاحة معلومات القتال.
كما يكون هناك اختلافات في أسلوب تحديد القوات المعادية والصديقة، كما أن درجة موثوقية بعض الدول تختلف فيما يتعلق بإتاحة معلومات المعركة، وهو ما قد ينتج عنه تشويش في الرؤية الشاملة لمواقع القوات الصديقة وقوات العدو وآليات الاشتباك معها.
3- تؤدي قواعد حروب الجيل الخامس إلى تقليص سيادة الدول المشاركة في تحالفات عسكرية تستخدم تقنيات تلك الحرب، وينتج عن ذلك تقليل المسؤولية التي تتحملها كل دولة فيما يتعلق بتنفيذ العمليات القتالية.
4- تعتمد حروب الجيل الخامس بصورة كبيرة على التكنولوجيا المتطورة، وهو ما يجعلها مرتبطة بما يطلق عليها “الأبعاد التقنية لاستراتيجية الحرب” التي تهيمن عليها التقنيات الحديثة.
لكن الموقع يوضح أن هناك تجارب سابقة كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك فيها تفوقا تقنيا على خصومها مثل حرب فيتنام وحروب العراق وأفغانستان، دون أن تحقق الانتصار.
وقال الموقع: “هذا الأمر يعني أن تكتيكات حروب الجيل الخامس ربما لا تأتي بنتائج مختلفة في المستقبل”.
5- ولفت الموقع إلى أن طريقة إدارة الحروب تعكس الطريقة التي يتم استخدامها لجمع الثروات، مشيرا إلى أن التوجه نحو استخدام التقنيات المتطورة في الحروب على نطاق واسع، يصفه البعض بأنه نهج آخر لثورة صناعية ستغير طرق صناعة الثروة.
قم بكتابة اول تعليق