نشرت صحيفة “Military Watch” الأمريكية، تقريرا مطولا قارنت فيه بين دبابات T-55 و T-62 السوفيتية الصنع ودبابات M60 الأمريكية، في حروب الشرق الأوسط.
على سبيل المثال، استشهدت الصحيفة بحرب تشرين الأول/ أوكتوبر عام 1973، حيث استخدمت إسرائيل خلالها دبابات M60 التي قدمتها الولايات المتحدة، والتي كانت تعتبر في ذلك الوقت الأكثر تقدمًا، ضد دبابات T-55 وT-62 المصرية والسورية.
على الرغم من حقيقة أن الوحدات العربية المدرعة تكبدت خسائر فادحة من الضربات الجوية الإسرائيلية بسبب عدم كفاية الغطاء الجوي، إلا أن أداء T-62 كان أفضل من M60. أدى ذلك إلى بدء إسرائيل في تطوير دبابة قتالية خاصة بها في نفس العام، حتى لا تعتمد على المركبات المدرعة من الولايات المتحدة في المستقبل، بحسب الصحيفة.
وخلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، نشرت الأطراف المتصارعة أقوى الدبابات في وقتها في ساحات القتال. استخدم الجيش الإيراني 460 دبابة أمريكية من طراز M60 و870 دبابة بريطانية من طراز Chieftain، والتي كانت منافسًا جيدًا لـ M60.
في بداية الحرب، كان العراق يمتلك نحو 1000 دبابة T-62 ونحو 50 دبابة T-72، وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الدبابات السوفيتية أظهرت في ميادين المعارك الحقيقية ميزة واضحة على نظيراتها الغربية.
أظهرت الدبابات السوفيتية فعالية كبيرة مقارنة بالدبابات الغربية المتطورة في ذلك الوقت، وتفوق الاتحاد السوفيتي بشكل كبير في تقنيات حرب المدرعات. وأشار الجانبان العراقي والإيراني إلى أن دبابة T-72 كانت أقوى الدبابات في الحرب. وعلى الرغم من المشاركة في العديد من المعارك الكبرى، تكبدت هذه الدبابات خسائر طفيفة وكادت تكون غير معرضة للخطر في المعارك ضد الدبابات الأمريكية والبريطانية. وفي الوقت نفسه، ألحقت بها أضرارًا كبيرة.
وكمثال على ذلك، تم الاستشهاد بكلمات أحد الضباط الإيرانيين، الذي أكد أن الدبابات البريطانية لا يمكن مقارنته بـ T-72، وإيران ليس لديها وسيلة فعالة لمحاربة هذه الدبابة.
أشار الضابط الإيراني أيضًا إلى أن T-72 كانت أكثر موثوقية وأسهل في الصيانة من المركبات المدرعة الأمريكية والبريطانية.
وأضاف: “العراقيون كانوا مجهزين جزئياً بدبابات جديدة من طراز T-72. كانت تتميز بسرعة وقوة كبيرة، ومحمية ضد قذائف الآر بي جي. كانت T-72 تشكل تهديداً خطيراً للغاية بالنسبة لنا”.
أكدت الصحيفة أنه في المرحلة الأولى من الحرب، دمرت كتائب الدبابات العراقية المركبات المدرعة الإيرانية دون تكبد خسائر. حتى صواريخ TOW المضادة للدبابات كانت غير فعالة ضد هذه الدبابات السوفيتية. وفي أول مواجهة بين الجيشين فقد الإيرانيون أكثر من 100 دبابة، واقتصرت الخسائر العراقية على نحو 12 دبابة، وكانت بشكل كلها من طراز T-62.
بعد انتهاء الحرب بوقت قصير، أبرمت إيران عقدًا لإنتاج T-72 بموجب ترخيص.
وختم كاتب المقال: “أظهرت الحرب في النهاية أنه إذا نشأ صراع كبير مع استخدام الدبابات بين القوات السوفيتية والغربية، فإن الوحدات المدرعة السوفيتية سيكون لها ميزة كبيرة”.
قم بكتابة اول تعليق