أشارت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، في تقريراً لها إلى أن الأردن يعتبر في غاية الأهمية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، نظرًا لاستضافته عددًا كبيرًا من اللاجئين، وأن أي محاولة ضد أمنه يمكن أن تؤدي إلى حدوث فوضى في المنطقة.
ولفتت المجلة الأمريكية في تقرير بشأن الأنباء حول محاولة انقلاب فاشلة ضد الملك عبدالله الثاني، إلى أن الأردن الذي حافظ على معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1994، ويعتبر حليفًا إقليميًا مهمًا للولايات المتحدة، واجه سلسلة من التحديات الرهيبة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك استضافة ملايين اللاجئين والضغوط الجديدة الناجمة عن جائحة كورونا.
واوضحت المجلة، أن الأردن البالغ عدد سكانه أكثر من 10 ملايين نسمة يستضيف حاليًا أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري وثاني أكبر مخيم للاجئين في العالم، حيث الظروف السيئة ونقص التمويل، ويفتقر الناس إلى الوصول إلى الرعاية الصحية وفرص العمل، مضيفة أن تلك المسؤولية أدت إلى استنزاف الموارد المالية للأردن.
وفي تقريرها بعنوان ”لماذا يمكن أن تؤدي محاولة انقلاب في الأردن إلى حالة من الفوضى في منطقة الشرق الاوسط“ قالت المجلة: ”من المؤكد أن الاستقرار في الأردن يهم الشرق الأوسط الكبير والمجتمع الدولي ككل“.
ونبٌه التقرير إلى أن وباء ”كورونا“ أدى إلى زيادة التوتر في الأردن، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الأردن كان يُنظر إليه سابقًا على أنه قصة نجاح دولية، بعد قراراته السريعة بإغلاق حدوده وسن إجراءات الإغلاق التقييدية، فقد شهدت البلاد زيادة حادة في عدد الحالات في الخريف الماضي، قبل أن تشهد موجة أخرى من الحالات الشهر الماضي.
وذكرت: أن ”الاحتجاجات ضد الحكومة بسبب عمليات الإغلاق التي لا نهاية لها، إلى جانب الفساد السياسي والمشاكل الاقتصادية، أصبحت أكثر شيوعًا“.
ولفت التقرير إلى أن تلك المشاكل الداخلية تأتي -أيضًا- في أعقاب سلسلة من التحديات السياسية الخارجية للمملكة، خاصة وأن عمٌان ”لم تكن من المعجبين بخطط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للسلام في الشرق الأوسط“ مشيرًا إلى أن الملك عبدالله حذر من نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.
وقال التقرير: ”حتى وقت قريب، كانت الأردن واحدة من دولتين عربيتين فقط، حافظتا على علاقات وثيقة مع إسرائيل، في حين أن اتفاقات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل ودول عربية و التكهنات، بأن السعودية قد تنضم لتلك الاتفاقات، غيّرت هذه الديناميكية“.
وتابع: ”قد لا تعتبر عمٌان المحاور الحيوي الذي كانت عليه من قبل، خاصة بعد أن بدأت العواصم العربية تقترب من إسرائيل، على الرغم من عدم وجود سلام إسرائيلي فلسطيني… وإذا استمر هذا الاتجاه، فسيتعين على الأردن اتخاذ قرارات صعبة بشأن مكانته في هذا النظام الإقليمي الناشئ، فيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون داخل حدوده، والمساعدات المالية من عواصم الخليج التي يعتمد عليها بقاؤه“.
قم بكتابة اول تعليق