نشرت مجلة “Military Watch” العسكرية تقريراً أجرت فيه تنصيف لأفضل منظومات الدفاع الجوي في العالم، وتشير المجلة إلى أن أنظمة الدفاع الجوي دخلت الخدمة العسكرية في بداية الحرب الباردة كجزء من سباق التسلح، بين المعسكرين السوفييتي والغربي، وكان الاتحاد السوفييتي أول من نشر مثل هذا النظام مع شبكة صواريخ مضادة للطائرات من طراز “S-25” طويلة المدى بنيت حول موسكو.
وقامت المجلة بتقييم أفضل خمسة أنظمة دفاع جوي في العالم وأكثرها تقدما وتطوراً، وهي على النحو التالي:
منظومة الدفاع الجوي “HQ-9B” الصينية
وفقاً للمجلة تأتي منظومة “HQ-9B” الصينية في المركز الخامس، حيث يصل مدى اشتباك هذه المنظومة إلى 250كم، في حين أن العديد من الخصائص القتالية مجهولة.
وفيما يتعلق بقدرات هذه المنظومة بالمقارنة مع نظرائها الروسية مثل “S-300PMU-2″، تعتبر منظومة “HQ-9B” الصينية أكثر حداثة وتطورًا، حيث تعتمد الصين على هذه المنظومة بشكل كبير في مناطق التوتر العالية.
تصل سرعة صواريخ المنظومة الصينية إلى 4.2 ماخ، وهي أقل من مثيلاتها الروسية مثل منظومة “S-400”. وتعتبر هذه المنظومة من الأنظمة الرائدة حول العالم، خاصة في تدابيرها المضادة للحرب الالكترونية وتكنولوجيات الاستشعار، كما تتمتع بقابلية عالية للتنقل بسلاسة وسرعة مماثلة للمنظومات الروسية.
منظومة الدفاع الجوي والصاروخي “S-500” الروسية:
تعد منظومة “S-500” والتي بدأت مرحلة الإنتاج التسلسلي في عام 2019، أكثر منظومات الدفاع الجوي الروسية تطوراً حتى الآن. وتصدرت المركز الأول على مستوى العالم، وهي مصممة لمواجهة الطائرات الفضائية والأسلحة الفرط صوتية.
وعلى عكس أنظمة “S-400” و “S-300″، تم تصميم منظومة “S-500” بشكل أساسي للاشتباك مع أهداف عالية القيمة بدلاً من التعامل مع أعداد كبيرة من صواريخ كروز الصغيرة أو الطائرات المقاتلة، كتدمير أهداف مثل الأقمار الصناعية والصواريخ الباليستية وطائرات الإنذار المبكر مثل “E-3 Sentry AWACS”.
أشارت المجلة إلى أن منظومة “S-500” يمكنها اكتشاف الأهداف المعادية على بعد 800كم، والاشتباك معها على بعد 600 كم، وبسرعة تصل إلى 14 ماخ.
تؤكد المجلة أن منظومة “S-500” متقدمة بفارق كبير على أي منظومة منافسة على مستوى العالم. وبسبب تأخر دخولها للخدمة في الخطوط الأمامية، من المرجح أن يتم تطوير مدى منظومة “S-400” بتطوير صواريخ جديدة في المستقبل.
منظومة “S-300V4” الروسية:
وفقاً للمجلة تأتي منظومة “S-300V4” الروسية في المركز الثاني، فهي المنظومة الأخيرة من سلسلة منظومات الدفاع الجوي “S-300” التي دخلت الخدمة العسكرية عام 2010 بعد خمس سنوات من انتاج منظومة “S-400”. حيث تم تطوير منظومة “S-300V4” كمنصة دفاعية تمتاز بسهولة التنقل والحركة بوقت قياسي قصير.
توضح المجلة أن هذه المنظومة يمكنها نشر صواريخ منظومة “S-400” الأسرع من الصوت مثل صاروخ “40N6E” ودمج العديد من التقنيات نفسها مثل المنصة القديمة، والتي تجعلها مرنة للغاية مع الهجمات الإلكترونية وتوفر وعيًا ممتازًا بالظروف القتالية بما في ذلك القدرة على الاشتباك مع الطائرات الشبحية. يصل مدى صاروخ “40N6E” إلى 400 كم ويمكن التعامل مع الأهداف بسرعات تفوق سرعة الصوت تتجاوز 14 ماخ.
تستخدم هذه المنظومة تكتيكات فريدة، حيث يحلق الصاروخ بعلو 30كم قبل أن يبدأ بعملية الهبوط الحاد. ويستخدم الصاروخ رأساً موجهاً برادار نشط للصعود إلى ارتفاع معين قبل التحول إلى وضع البحث والتدمير، وهو أمر أساسي للسماح للصاروخ بضرب أهداف منخفضة الارتفاع على مدى أقصى خارج الأفق. وبالتالي يمكن للصاروخ أن يضرب أهدافاً تحلق على ارتفاعات منخفضة تصل إلى خمسة أمتار حتى في نطاقات قصوى، حيث لا يمكن للمنظومات التي تتبع مسارات تقليدية أن تصيب أهدافاً إلا على ارتفاعات عالية جداً عندما تكون على بعد أكثر من 150 كم. وهي ميزة فريدة للغاية.
ترجح المجلة أن منظومة “S-300V4” قادرة على الاشتباك مع 64 هدف في آن واحد، مع ما يصل من 128 صاروخ، وهي إحدى نقاط القوة لهذه المنظومة والتي تتجاوز قليلاً منظومة “S-400”.
منظومة “S-400” الروسية:
تؤكد المجلة الأمريكية أن منظومة “S-400” الروسية احتلت المركز الثالث على مستوى العالم، وقد خلت هذه المنظومة في الخدمة العسكرية عام 2007، وتم تجهيز هذه المنظومة للاشتباك مع جميع أنواع الأهداف في جميع النطاقات تقريباً.
تشير المجلة إلى أنه تم تطوير منظومة “S-400” كخليفة لمنظومة “S-300PMU-2” التي انضمت إلى الجيش الروسي قبل عشر سنوات، وكان ينظر إليها على نطاق واسع على أنها رد على نشر أمريكا لمقاتلة “F-22 Raptor” التي تم تصميمها لتحدي أنظمة الدفاع الجوي القديمة.
توضح المجلة أن منظومة “S-400″ قادرة على نشر ستة أنواع مختلفة من الصواريخ، من صاروخ ” 9M96E” بمدى 40كم إلى صاروخ “40N6E” بمدى 400 كم. مما يجعلها متعددة المهام.
توضح المجلة أن هذه المنظومة تحظى بتقدير كبير بسبب قدرتها على التعامل مع الأهداف الشبحية، وهي قادرة على توجيه 160 صاروخ في آن واحد للاشتباك مع الأهداف المعادية، كما أنها تستطيع الاشتباك مع 80 هدفاً في آن واحد، وهو أكثر من ضعف قدرة الأنظمة المنافسة لها.
وقد أثبت النظام الصاروخي قدرته على تحييد الصواريخ الفوق صوتية بسرعة التي تتجاوز سرعتها 8 ماخ، ومن المتوقع أن يتم نشره كمنصة دفاعية تعتمد عليها الطرادات الثقيلة الروسية قبل عام 2025.
منظومة الدفاع الجوي “ثاد”
منظومة الدفاع الجوي الصاروخي ثاد تستعمل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وهي تتألف من المكونات الرئيسية لنظام الدفاع ضد الصواريخ البالستية المصمم لحماية القوات الأميركية وحلفائها والمناطق الرئيسية المأهولة والبنية التحتية الأساسية. ويعمل نظام ثاد في منطقة دفاع حيث يمكنه اعتراض الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى داخل وخارج الغلاف الجوي.
منظومة الدفاع الجوي “مقلاع داوود”
ترى المجلة أن ومنظومة “مقلاع داوود” تحتل المركز الرابع، تم تطويرها بشكل مشترك من قبل شركة رايثيون الأمريكية وقطاع الدفاع “الإسرائيلي”، صُممت منظومة “مقلاع داوود” لتحل محل أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت التي تعمل حاليًا لدى الجيش “الإسرائيلي”، وتم تمويلها بسخاء بسبب التهديد الخطير المتصور من القوات الصاروخية الإيرانية وحلفائها.
تنوه المجلة إلى أن منظومة “مقلاع داوود” تفتقر إلى التنقل بسهولة وبراعة كما هي لدى منظومة “S-300” الروسية. إلا أنها تتفوق ببعض المزايا عن المنظومة الروسية “S-300”.
والميزة الفريدة في هذه المنظومة هي استخدامها لصواريخ موجه بنظام مزدوج أحدهما يستخدم رادار نشط ممسوح الكترونياً والآخر يستخدم تقنية التصوير بالأشعة تحت الحمراء.
توضح المجلة أنه بالرغم من تطور منظومة “مقلاع داوود”، إلا أن افتقارها للتحرك بسلاسة وسرعة يجعلها عرضة لهجمات صواريخ العدو المضادة للإشعاع، كما أن معدل إطلاق النار المنخفض الذي تطلقه إلى جانب التكلفة العالية للغاية لصواريخها يحد من فائدة هذه المنظومة في الاشتباكات واسعة النطاق.
قم بكتابة اول تعليق