على مدى التاريخ، تعاشت قوى عظمى عديدة بسلام لعقود طويلة، ولكن استمرار الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة والصين قد تعني مواجهة حادة إذا ما شاء أحدهما التغلب على الآخر.
ويوضح تحليل نشرته مجلة ناشونال إنترست، أعده سيباستيان روبلين، وهو متخصص في الكتابة عن التاريخ الأمني والعسكري، أن الحل الوحيد حتى لا تحدث حرب عالمية ثالثة، يكمن في “إدارة العلاقات بحكمة”، ما بين بكين وواشنطن.
الصين والولايات المتحدة، ليستا عدائيتين بالمطلق، ولديهما درجة عالية من الاعتماد الاقتصادي على بعضهما البعض، ولكن ماذا قد تعني المواجهة العسكرية بينهما؟ وما هو ميزان القوى لكل منهما؟ خاصة إذا ما علمنا أنهما ينفاق أكثر من نصف الإنفاق العالمي على التسلح.
الولايات المتحدة
تمتلك الولايات المتحدة قوة عسكرية ضخمة، أكانت من ناحية العدد أو التسلح، أو حتى أماكن وجودها، حيث تتبع لها قواعد عديدة في جميع القارات، بما يعطيها قدرات لوجستية عالية قد لا تتوفر لدى أي من منافسيها.
وأنفقت الولايات المتحدة 778 مليار دولار في 2020، بحسب أرقام معهد التسلح ستوكهولم “سيبري”.
ويبلغ أعداد المجندين في الخدمة العسكرية في الولايات المتحدة قرابة 1.4 مليون مجند، 1.2 منهم موجودون في الولايات المتحدة، والباقي في قواعد عسكرية حول العالم، بحسب مكتب الاحصاء الأميركي.
ويمتلك الجيش الأميركي أكثر من عشرين ضعف عدد الرؤوس الحربية النووية التي تمتلكها الصين، إذ يوجد لديها 5800 رأس نووي، مقابل أقل من 400 رأس نووي تمتلكها الصين، بحسب تقديرات “أرمز كونترول أسوسيشن”.
سلاح الجو الأميركي يمتلك أكثر من 13 ألف طائرة حربية، نحو 2000 منها طائرات مقاتلة حديثة من الجيل الرابع، ويتم تطوير العديد منها بتصاميم من الجيل الخامس، وهي تمتاز بمزايا قتالة ومناورة عالية.
ويمتلك الجيش الأميركي أكثر من 6 آلاف دبابة، و40 ألف مركبة عسكرية مدرعة، و1365 راجمة صواريخ، بحسب “غلوبال فاير باور”.
وتضم البحرية الأميركية، 500 قطعة بحرية، منها 11 حاملة طائرات و68 غواصة.
وتعمل الولايات المتحدة على تطوير واختبار أسلحة متطورة دائما، خاصة تلك التي يتم تشغيلها عن بعد، بحيث يمكنها إدارة واستغلال المنصات الإلكترونية في الهجوم والحرب، إذ يمكن لهذه المعدات استشعار وجود مركبة معادية من قبل طائرة نفاثة، ويتم تمرير البيانات ليتم ضرب الهدف بشكل دقيق ومن دون تعريض حياة الجنود الأميركيين للخطر.
الصين
رفعت الصين مخصصات الإنفاق على التسلح في 2020، لأكثر من 252 مليار دولار، وهي تأتي ضمن منحى متصاعد في هذه النفقات، التي شهدت ارتفاعا خلال 2011 وحتى 2020 نسبتها 76 في المئة، وفق معهد سيبري.
وتمتلك الصين أكبر جيش في العالم، بعدد جنود يبلغ نحو مليوني شخص، ولكن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، يعلم أن وجود جيوش برية ضخمة، قد لا يعني الكفاءة العالية، ولهذا أعلن في 2015 عن خطة لخفض عدد القوات البرية مقابل زيادة الكفاءة.
وتستخدم الصين مجموعة واسعة من المعدات والأسلحة، والتي قد يعود بعضها إلى زمن الحرب الباردة، حيث تمتلك 8000 دبابة، نحو 3000 دبابة منها تعود لحقبة الخمسينيات من طراز “59” و”63، إضافة إلى 500 دبابة من طراز “99”، والتي تضاهي في قدراتها دبابة “أم 1” الأميركية.
أما سلاح الجو الصيني، فهو يمتلك 1700 طائرة حربية، ثلثها من مقاتلات “J7″، وعددا من طائرات الجيل الرابع من طرازات “J-10s” و”J-11s”، وعدد قليل من طائرات الجيل الخامس، والتي تضاهي قدراتها مقاتلات “F-16″ و”F-15” الأميركية.
كما يتملك الجيشي الصيني أكثر من 3200 دبابة، و35 ألف مركبة مدرعة عسكرية، و2250 راجمة صواريخ.
وعلى عكس الولايات المتحدة، فقد بدأت الصين بمحاولة إيجاد موطئ قدم لها في بعض المناطق، لوضع قواعد عسكرية لها، حيث تجد نفسها في منافسة عالية مع دول مثل الهند.
الحرة
قم بكتابة اول تعليق