تقرير استقصائي على موقع بيلنغكات Bellingcat يثير الضجة مجدداً في الأوساط الإعلامية العالمية، بعد زعمه وجود قنابل نووية أمريكية في تركيا وبعض الدول الأوروبية.
أثار تقرير استقصائي على موقع بيلنغكات Bellingcat الضجة مجدداً في الأوساط الإعلامية العالمية، بعد ادّعائه وجود قنابل نووية أمريكية في تركيا وبعض الدول الأوروبية، عندما كشف عن أن الجنود الأمريكان العاملين في القواعد العسكرية في أوروبا كانوا استخدموا تطبيقات لمساعدتهم على حفظ البروتوكولات الأمنية الحساسة حول الأسلحة النووية الأمريكية والقواعد التي تُخزَّن فيها.
في وقت كشفت فيه دراسة أعدها معهد قضايا السلام والسياسات الأمنية بجامعة هامبورغ الألمانية، عن أن الولايات المتحدة تخزن 100 قنبلة نووية تكتيكية في قواعدها العسكرية المشتركة في أربعة بلدان أوروبية (ألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا) بالإضافة إلى قاعدة إنجرليك التركية. وبحسب الدراسة فإن الولايات المتحدة تحتفظ بـ20 قنبلة في كل قاعدة.
وعلى الرغم من كثرة التقارير والدراسات التي أشارت وتشير إلى وجود أسلحة نووية أمريكية على الأراضي الأوروبية والتركية، فإنه لم يصدر أي تأكيد أو نفي، لا من الإدارة الأمريكية ولا من أي من حكومات الدول المعنية، وبالأخصّ الحكومة التركية.
مشاركة الأسلحة النووية
وأشارت تقارير سابقة إلى وجود أكثر من 50 قنبلة نووية تكتيكية من طراز “بي-61” منذ حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، إذ تخزن هذه القنابل في قاعدة إنجرليك الأمريكية بولاية أضنة التركية. وتُخزَّن القنابل النووية في تركيا بناءً على ما يسمى برنامج “مشاركة الأسلحة النووية” الذي أطلقته أمريكا مع خمس دول أعضاء بحلف الناتو هي تركيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا، حسب التقارير.
ويهدف برنامج مشاركة الأسلحة المشتركة إلى ضمان عدم سعي هذه الدول من صناعة وحيازة أسلحة وقنابل نووية خاصة بها، ومن جانب آخر يمنح البرنامج البلاد المخزنة للقنابل النووية الأمريكية دوراً مباشراً في المشروع النووي الأمريكي، إذ تخضع تلك الأسلحة لإدارة مشتركة من خلال تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.
مؤشرات مختلفة
على الرغم من عدم صدور أي تأكيدات رسمية من الحكومة التركية أو الإدارة الأمريكية بخصوص وجود قنابل نووية أمريكية مخزَّنة في القواعد العسكرية المشتركة على الأراضي التركية، فإنه في الفترات التي تصاعدت بها حدة الخلافات بين تركيا والولايات المتحدة، ظهر بعض الأصوات المطالبة بضرورة سحب القنابل الأمريكية من القواعد العسكرية في تركيا.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها أواخر عام 2019، أن مسؤولين أمريكيين من وزارتي الطاقة والخارجية، استعرضوا بطريقة غير محسوسة خططاً لسحب نحو 50 قنبلة نووية أمريكية، من القنابل الموجودة في قاعدة إنجيرليك التركية، وذلك جراء التوتر الذي حصل بين واشنطن وأنقرة، بسبب عملية نبع السلام التي نفّذَتها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا لتطهيرها من التنظيمات الإرهابية.
هل تسعى تركيا لامتلاك سلاح نووي؟
ومن المحتمل أن تؤدّي الخطوات الأمريكية إلى تصاعد الأصوات التركية المنادية بضرورة حيازة تكنولوجيا نووية عسكرية خاصة بها، خصوصاً بعد أن ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى حق تركيا في امتلاك سلاح نووي عندما قال: “ممنوع علينا ومسموح لهم؟ لا أقبل بذلك”، في إشارة منه إلى إسرائيل، بصفتها دولة غير عضو في اتفاقية منع الانتشار النووي.
وفي الوقت الذي تشارك به تركيا في عضوية معاهدة منع الانتشار النووي، ومعاهدة حظر التجارب النووية بأشكالها كافة، تمتلك تسع دول نحو 9 آلاف سلاح نووي، 1800 منها في حالة تأهُّب قصوى يمكن إطلاقها في أي لحظة. وأشار الرئيس التركي إلى أن دولاً ذات قدرات نووية كانت تَحدَّت تركيا في امتلاك أسلحة نووية، الأمر الذي اعتبره تحدياً صريحاً لتركيا لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال.
لكن مراقبين أشاروا إلى أن الرئيس أردوغان أراد تأكيد عدم عدالة المجتمع الدولي وازدواجية معايره التي يطبقها على الدول في العالم، بعيداً عن فكرة امتلاك تركيا سلاحاً نووياً.
تي أر تي عربي
قم بكتابة اول تعليق