أجرت “تو-22” أول رحلة قبل 61 سنة، ونتحدث في هذه المقالة عن هذه الطائرة، وكيف تم تحديثها منذ ذلك الوقت وعن إمكانياتها في الوقت الراهن، بحسب ما نقلت سبوتنيك.
في الخمسينات، بدأت القوتان — الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي — سباق التسلح، والذي كان أكثر وضوحًا في صناعة الطائرات. بمجرد أن ظهر لدى الأميركيين طائرة جديدة، يسارع مصممو الطائرات السوفيتية بالرد المماثل. في بعض الأحيان كانت هناك طائرات اعتبروها أولا سلبية، ومن ثم يعترف بها على أنه لا يوجد نظائر لها في العالم.
في البداية تم تطوير قاذفة من مشروع 105 “تو-22” لتحل محل قاذفة “تو-16” وكان يجب أن تصبح حاملة أسلحة نووية- قنابل نووية ولكن في وقت لاحق حصلت على مهام أخرى: الاستطلاع “تو-22إر” وحاملة صواريخ “تو-22كي” والتشويش “تو-22بي”. وكل هذه الطائرات كان بإمكانها التزود بالوقود في الجو، والذي بطبيعة الحال زاد مداها بنحو 2-3 مرات.
تغيرت أساليب استخدام الطائرات القاذفة بسرعة في القرن العشرين خلال الحروب والنزاعات — بدأ استخدام القاذفات بعيدة المدى بشكل متزايد كحاملات لصواريخ عالية الدقة. بالإضافة إلى ذلك، تم تحسين مجمعات الدفاع الجوي أيضًا، والتي يمكن أن تسقط بشكل فعال قاذفات القنابل الصوتية. لذلك، كانت هناك حاجة إلى طائرة لا يمكنها فقط القيام برحلات طويلة بأقصى حمولة، ولكن أيضًا للتغلب بشكل فعال على وسائل الدفاع الجوي للعدو.
التحديثات
لهذا السبب ظهرت طائرة “تو-22إم”- قاذفة حاملة صواريخ أسرع من الصوت بعيدة المدى بجناح متغير. وهي تشبه “تو-22” بالمظهر الخارجي وحتى في الأجزاء.
وكان تصميم تو-22إم تعديل إم2 والتزود بالوقود في الجو ناجح جدا لدرجة أن الطائرة دخلت ضمن قيود محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية- وتم قطع قضيب التزود بالوقود وبسبب هذا انخفض مداها القتالي إلى 2000 كيلومتر. والتعديل التالي منها تو-22إم3 صنع دون قضيب التزود بالوقود.
وأصبحت القاذفة التي انخفض مداها القتالي غريبة وكأنها “غراب أبيض”. وحتى كان يريد الخبراء الروس استبدالها بالمقاتلات القاذفة الواعدة سو-34. ولكن سوريا غير كل شيء.
أظهرت قاذفات تو-22إم3 نفسها في سوريا من أفضل الجوانب، جهزت الطائرة بنظام توجيه وملاحة سي في بي-24-22 الذي “حول” القنابل الجوية العادية إلى أسلحة موجهة. وأصبحت فعالية القنابل عالية الدقة حافزا لإطالة عمر هذه الطائرة.
أخر تعديل
حصلت أخر نسخة من الطائرة وهي تو-22إم3إم بالإضافة إلى نظام التوجيه والملاحة على معدات إلكترونية جديدة على متنها ومنظومة الحرب الإلكترونية. وأصبح التحكم في جميع أنظمة الطائرة رقمي وهذا كان له تأثير إيجابي ليس فقط على التحكم بالمحركات ولكن أيضا على مجمع التسليح. وحصلت على صواريخ مضادة للسفن خي-32 وصواريخ أسرع من الصوت “كينجال” وصواريخ مجنحة “كاليبر” وخي-555. ومثل هذه الترسانة جنبا إلى جنب مع القنابل عالية الدقة تزيد من قدرات الطائرة بشكل كبير جدا في العمليات العسكرية البرية والبحرية. كما تم إعادة قضيب التزود بالوقود في الجو إليها.
وهذا زاد بشكل كبير مدى الطيران والمدى القتالي لها وأصبحت “مفاجأة غير سارة” للغرب. وتستطيع تو-22إم3إم مهام تكتيكية عملية واستراتيجية. وسميت في الناتو “الرد الناري” وسيصبح هذا الرد الناري أبعد وأدق.
قم بكتابة اول تعليق