أثار تصريح لوزير الدفاع العراقي لغط حول مروحيات “مي 28” الملقبة بـ “صياد الليل” حيث ذكر أنها بدون منظومات رؤية ليلية وتم الاستعانة بمروحيات أمريكية خلال المهمات القتالية.
بحسب صفحة الخلية التكتيكية العراقية على موقع فيسبوك فإن هذا التصريح غير صحيح.
ذكرت الصفحة أن طيران الجيش العراقي يمتلك نسخة تصديرية تدعى Mi-28NE ونسخة مزدوجة القيادة Mi-28UB، وجميعها تمتلك منظومات رؤية ليلة.
فعدسات أنظمة الرؤية الليلية FLIR هي جزء غير قابل للإزالة من نظام الاستهداف الرئيسي لإدارة النيران OPS-28 Tor والذي يظهر بشكل واضح على المروحيات العراقية (القرص الدوار أسفل ذقن المروحية)، ويحتوي نظام Tor عدة عدسات وهي FLIR للتصوير الحراري /ليلية وتلفزيونية /نهارية ومحدد مدى ليزري.
بالإضافة لهذا النظام هناك نظام كهروبصري آخر يدعى TOES-521 مُخصص للملاحة والطيران في الليل على شكل كرة فيها 5 عدسات 2 منها للرؤية الليلية.
أين أصاب وزير الدفاع العراقي؟
لقد عانى الطيارون العراقيون بالفعل مع هذه المروحيات خلال المهام القتالية وذلك بسبب محدودية قدرات أنظمة استشعارها واستهدافها خصوصًا في اللّيل، حيث يستخدم نظام Tor مستشعرات رؤية ليلية قديمة نسبيًا من الجيل الثاني (288 * 4) elementos، ومدى رؤيته لا يتجاوز 10 كم فقط وفي اللَّيل تحد الرؤية لمسافة 3 كم فقط!
ولتعويض هذا الخلل كان طيران الجيش العراقي يقوم بتحليق مروحيات الاستطلاع المسلح الخفيفة “بيل 407” الأمريكية أو “يوروكوبتر” الفرنسية بتشكيلات ثنائية مساندة لمروحية Mi-28 (وهذا ما ذكره فعلاً وزير الدفاع) وذلك للاستفادة من نظام WESCAM MX-15 المتقدم الذي تحمله مروحيات بيل 407 ويوركوبتر والذي يتفوق على أنظمة Mi-28، حيث تعطي مدى أبعد بكثير وصورة أوضح في الليل والنهار لتحديد الأهداف.
ويُدرك الروس جيدًا مدى سوء إلكترونيات مروحياتهم خصوصًا بعد نتائج العمليات الميدانية لمروحيات Mi-28N التابعة للجيش الروسي في معارك سوريا ، وكانت النتائج غير مرضية خصوصًا من ناحية أنظمة الرؤية الليلة، لذلك عمدوا على إجراء تطويرات وإطلاق نسخة جديدة تدعى Mi-28NM ركزت على تطوير الإلكترونيات (وغالباً شاهد وزير الدفاع هذه النسخة المعروضة في معرض منتدى الجيش 2021 في موسكو واستنتج أن المروحيات العراقية منزوعة أنظمة الرؤية).
لقب “صياد الليل” أطلقه الروس لتسويق مروحياتهم للعراق رغم أن قُدراتها بالقتال الليلي ضعيفة وأنظمة رؤيتها غير دقيقة وقصيرة المدى، خلال دراسة الجيش الهندي في فترة التفاوض على هذه المروحيات طلبوا من روسيا نموذج قابل لدمج إلكترونيات طيران فرنسية وبلجيكية بدل الروسية الأم، إلا أن هذه المفاوضات لم تنجح وتخلى الجيش الهندي عن مروحيات Mi-28 لصالح المنافس الأمريكي أباتشي AH-64E.
الخلية التكتيكية
قم بكتابة اول تعليق