أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، انسحاب بلاده من صفقة غواصات كانت قد عُقدت مع فرنسا، وفق ما نقل موقع “الحرة”.
وحصل الانسحاب الأسترالي من الصفقة بعد التوصل إلى اتفاق للحصول على غواصات نووية، أكثر قدرة وتكاملا، بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا، كما دعا الرئيس الصيني لإجراء مباحثات فيما بينهما عقب الاتفاق.
وكان موريسون قد أعلن، الأربعاء، أن بلاده ستستحوذ في إطار شراكة أمنية جديدة أطلقتها مع الولايات المتحدة وبريطانيا على غواصات تعمل بالدفع النووي، في اتفاق حمل اسم “أوكوس”.
ووفقا لرويترز، فإن هذه الخطوة ستؤدي إلى اندماج أستراليا بشكل أكبر في مدار الولايات المتحدة. ومن الناحية التكنولوجية والعسكرية، لو دخلت الولايات المتحدة صراعا في منطقة المحيطين الهندي والهادي فسيكون من الصعب جدا على أستراليا ألا تشارك فيها بشكل مباشر.
كما أعلن موريسون أن أستراليا ستستحوذ على صواريخ كروز أميركية من طراز توماهوك.
ومن المحتمل أن تدفع الخطوة القادة الصينيين لموازنة المخاطر، ما قد يجعلهم أقل احتمالا لاتخاذ قرار دخول الحرب.
وتعقد الآمال أن يشكل الاتفاق الأخير ما بين الدول الثلاث ردعا إضافيا يجعل المخاطر أعلى بالنسبة للصين.
وبحسب رويترز، فإن فائدة الغواصات النووية تكمن في عدم اضطرارها للغوص في أعماق البحار، فهي تتيح لطاقمها أن يبقيها مغمورة بالمياه وأن تبقى متخفية لفترة أطول، وهو الأمر الذي لا تتمتع به الغواصات التقليدية دون تعريض نفسها للاكتشاف.
ومن المحتمل أن يؤدي الأمر إلى تعزيز قدرة قوات الدفاع الأسترالية على العمل في النطاق المحيط لأستراليا وخارجها، والعمل بشكل أوثق وأكثر تكاملا مع واشنطن ولندن.
وكانت أستراليا قد عقدت صفقة سابقة مع فرنسا بقيمة 90 مليار دولار أسترالي، لإنتاج ما يصل إلى 12 غواصة، إلا أن الاتفاق الجديد تسبب بعرقلتها.
ووفقا لرويترز، فإن السؤال الحالي: ما مدى السرعة التي سترى فيها هذه الغواصات النور؟ لا سيما وأن الغواصات الفرنسية كانت على بعد عقود من العمل.
ومن المحتمل أن تعزز الاتفاقية الجديدة قدرة أستراليا على استئجار غواصات بريطانية أو أميركية بشكل مؤقت، لتطوير الخبرات الأسترالية بغواصات الدفع النووي، أو على الأقل العمل معها والتعلم عليها.
لكن أستراليا تفتقد في الوقت الحالي القدرة على تشغيل وصيانة الغواصات النووية، بسبب غياب البنية الأساسية اللازمة.
وكانت أستراليا على مدى الأعوام السابقة في حيرة من أمرها، فقد فكرت بتحديث غواصاتها الحالية من فئة “كولينز”، أو إنتاج تصميم جديد من الغواصات.
وعلى حد وصف رويترز، فقد “باتت الغيوم أكثر قتامة” في أستراليا، وأصبحت الحاجة للحصول على غواصات جديدة أكثر إلحاحا.
ووفقا للوكالة، فإن أستراليا لو أرادت الاعتماد على نفسها، فعليها نقل الكثير من تكنولوجيا الغواصات إلى أراضيها، وذلك لإتاحة الإمكانية لصيانتها على أقل تقدير.
الحرة
قم بكتابة اول تعليق