قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، في 18 سبتمبر/ الحالي، إن فرنسا تعتبر بأن ما جرى في قضية الغواصات، سيؤثر على مستقبل حلف الشمال الأطلسي “الناتو”.
وتطرق وزير الخارجية الفرنسي الى ما ووصفه بأنه “أزمة خطيرة”، تمثلت في إلغاء كانبيرا عقدا ضخما مع باريس، لتسلم غواصات منها، منددا بـ”كذب وازدواجية، وتقويض كبير للثقة، وازدراء”، من جانب حلفاء فرنسا.
وبرر لودريان عبر قناة “فرانس 2” استدعاء سفيري فرنسا في كانبيرا وواشنطن، عازيا ذلك إلى “وجود أزمة خطيرة بيننا”، ولم يعر أهمية لإمكان استدعاء السفير في لندن، قائلا: “نعلم انتهازيتهم الدائمة” بعد بضعة أشهر من بريكسيت.
ورأى أيضا أن “ما جرى” سيؤثر على تحديد المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي، ولكن من دون أن يشير إلى إمكان الخروج من الحلف.
في المقابل، قلل مسؤول في حلف شمال الأطلسي (ناتو) السبت، من خطورة الخلاف بين فرنسا والولايات المتحدة وأستراليا بشأن صفقة الغواصات، مستبعدا أن يكون له تأثير على “التعاون العسكري” داخل الحلف.
واتهمت فرنسا الخميس، أستراليا بـ”طعنها في الظهر”، واتهمت واشنطن أيضا بمواصلة السلوك الذي انتهجته خلال عهد دونالد ترامب، بعد أن ألغت كانبيرا صفقة ضخمة للحصول من باريس على غواصات تعمل بالدفع النووي.
وكان قد تم اختيار “نافال غروب” الفرنسية، المملوكة جزئيا للدولة، لتوفير 12 غواصة تعمل بالطاقة النووية لصالح أستراليا، بناء على نموذج غواصة “باراكودا” الفرنسية قيد التطوير.
لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن الأربعاء، عن تحالف دفاعي جديد مع أستراليا وبريطانيا لتوسيع نطاق تكنولوجيا الغواصات النووية الأمريكية إلى أستراليا بالإضافة إلى الدفاع الإلكتروني والذكاء الاصطناعي التطبيقي والقدرات تحت البحرية.
وقال الأدميرال روب باور رئيس اللجنة العسكرية للناتو، للصحافيين في أثينا: “قد تكون هناك تداعيات أو عواقب نتيجة لهذا الاتفاق، لكنني لا أتوقع في الوقت الحالي أنه سيكون له تأثير على التماسك داخل الناتو”.
وأضاف: “بادئ ذي بدء، بحسب علمي، أستراليا شريك ولكنها ليست جزءا من منظمة حلف شمال الأطلسي. هناك العديد من الاتفاقيات بين الدول يمكن أن يكون لها تأثير على الناتو من الناحية السياسية”.
وتابع باور عقب مؤتمر للقادة العسكريين في حلف شمال الأطلسي: “لكن في الوقت الحالي لا أرى أنه سيكون لذلك تأثير على التعاون العسكري داخل الناتو”.
وأثار الاتفاق -الذي يعتبر على نطاق واسع أن هدفه مواجهة صعود الصين- غضب فرنسا، التي فقدت عقدها المبرم مع أستراليا عام 2016، وتناهز قيمته 50 مليار دولار أسترالي (36,5 مليار دولار، 31 مليار يورو).
ونتيجة لذلك، استدعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سفيري بلاده لدى الولايات المتحدة وأستراليا الجمعة.
وأعرب مسؤول في البيت الأبيض عن “أسفه” لاستدعاء السفير الفرنسي، لكنه قال: “سنواصل العمل في الأيام المقبلة لحل خلافاتنا كما فعلنا في محطات أخرى على مدى تحالفنا الطويل”.
وكالات
قم بكتابة اول تعليق