استعرض مجمع الصناعات الدفاعية الروسية في الأعوام الماضية الأخيرة تقدما ملموسا في مجال تصميم وتصنيع وسائل جديدة مبدئيا لخوض الحرب العصرية.
وقد أظهر عام 2021 قدرة البلاد على تحديث قواتها المسلحة.
“كش مات”
يعتبر الكشف عن مقاتلة ” كش مات ” (سو-75) في معرض “ماكس – 2021” للطيران والفضاء من أهم الإنجازات الروسية في مجال الطيران الحربي. وقد وضعت في أساس تصميم الطائرة التي يتوقع أن تحقق أول رحلة جوية عام 2023 فكرة مطورة لمقاتلة “سو – 57” للجيل الخامس. وقد تم تصميم مقاتلة “سو – 75” المزودة بفوهة واحدة أساسا لتصديرها إلى بلدان أخرى. وقد أعلنت شركة “سوخوي” أنها قد بدأت في تصميم نسخة مسيرة من طائرة “كش مات” للجيل الخامس.
“إس – 500”
أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن جاهزية منظومة “إس – 500” للدفاع الجوي والدرع الصاروخية التي يجب أن تحل محل منظومتي “إس – 300″ و”إس – 400” في القوات المسلحة الروسية. وفي نوفمبر الماضي أعلن وزير الدفاع الروسي عن منظومة جديدة يتم تصميمها في شركة “روستيخ” الروسية وهي منظومة “إس – 550”. بينما لم يكشف سيرغي شويغو عن أي معلومات تخص مواصفاتها التقنية واكتفى بالقول إن “إس – 400” مخصصة لمكافحة الصواريخ الباليستية والرؤوس القتالية الحائمة فرط الصوتية في الفضاء القريب على ارتفاع 200 كيلومتر فوق سطح الأرض. بينما تخصص “إس – 500” لإصابة الأهداف الجوية والفضائية على مسافات تبلغ 600 كيلومتر.
ومن الإنجازات الروسية الأخرى في مجال السلاح الفضائي إسقاط القمر الصناعي السوفيتي القديم الذي يرى بعض الخبراء أن رادارات منظومة “إس – 500” شاركت هي أيضا في تدمير هذا القمر الصناعي.
” أرماتا”
تسلم الجيش الروسي الصيف الجاري دفعة تجريبية أولى من دبابات ” تي – 14″ ( أرماتا) التي كشف عن أول نموذج تجريبي منها عام 2015 . وتعتبر “أرماتا” من أحدث الدبابات في العالم ولا مثيل لها في أي جيش أجنبي.
وتتميز الدبابة بوجود كبسولة مدرعة في مقدمتها يتوزع فيها أفراد الطاقم الثلاثة. ويتم التحكم في كل أسلحتها، بما فيها مدفع عيار 125 ملم، أوتوماتيكيا. وتم تزويد الدبابة بأجهزة حماية دينامية تستطيع التصدي لأي صاروخ مضاد للدبابات.
“تسيركون”
جرت اختبارات صاروخ “تسيركون” الروسي البحري فرط الصوتي طوال عامي 2020 و 2021 وذلك باستخدام السفن والغواصات وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع قيادات القوات المسلحة الذي عقد في ديسمبر الجاري أن البحرية الروسية تتسلم مطلع عام 2022 صاروخ “تسيركون” فرط الصوتي الذي بلغت سرعتها 10 آلاف كلم/ساعة. ويرى الخبراء إن غواصة “نوفوسيبيرسك” متعددة المهام التي تسلمتها البحرية الروسية نهاية ديسمبر الجاري يمكن أن تحمل إلى جانب صواريخ ” كاليبر ” صاروخ “تسيركون” القادر على إغراق حاملة طائرات. ويعجز أي نظام للدرع الصاروخية عن اعتراضها لسرعته الهائلة.
“سارمات”
يتوقع أن يدخل صاروخ “سارمات” الروسي الاستراتيجي الباليستي العابر للقارات حوزة قوات الصواريخ الاستراتيجية بعد أنتهاء اختباراته الحكومية عام 2022.
ومن المقرر أن يحل صاروخ “سارمات” العابر للقارات محل صاروخ “فويفدا” الاستراتيجي الأقوى في العالم بين الصواريخ المنطلقة من اليابسة في قوام القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية.
ومنظومة “سارمات” ( “إر إس – 28”) هي منظومة صاروخية استراتيجية من الجيل الخامس، تطلق من منصة برية.
وتعادل الطاقة التدميرية للرؤوس التي يحملها صاروخ “سارمات” 800 كيلوطن، فيما تزن الحمولة المفيدة فيه 10 أطنان، وطوله 35.5 متر.
ويمكن أن يحمل رؤوسا فرط الصوتية قد تصيب العدو عند القطبين الشمالي والجنوبي على حد سواء.
صاروخ مضاد للدبابات يحل محل “أتاكا”
أظهر منتدى “الجيش – 2021″ صاروخا لم يتلق إلى حد الآن تسمية ويعرف بـ” إزديلي – 305″ (المنتوج – 305)، وسيحل “إزديلي – 305” محل “أتاكا” في مروحيات “مي – 8″، “مي – 24″، “مي – 28” “كا – 52”.
ويختلف الصاروخ التكتيكي الجوي الجديد عن سابقاته بوجود نظام مركب لتوجيه لا يقضي باستخدام رأس موجهة ذاتية فحسب بل و إمكانية تعديل مسار الصاروخ بناء على معلومات واردة من الأقمار الصناعية، ما يزيد إلى حد بعيد من دقة إصابة الهدف على مسافة 15 كيلومترا ، مع العلم أن “أتاكا ” يصيب الهدف الأرضي على مسافة 6 كيلومترات فقط. أما الصاروخ الذي تستخدمه مروحيتا AH-1 Cobra، AH-64 Apache الأمريكيتان فلا يفوق مدى عملهما 10 كيلومترات.
المسدس الرشاش ” بي بي كا – 20″
كشف منتدى “الجيش – 2021” عن المسدس الرشاش عيار 9 ملم من تصنيع شركة “كلاشينكوف” والذي سيستخدمه أفراد القوات الخاصة والطيارون العسكريون.. وتم تصميم المسدس الرشاش الجديد على أساس مسدس “بي بي – 19” ( فيتياز).
مع ذلك فإن الجيش الروسي لا يزال يزوّد بسلاح خفيف جديد والدرجة الأولى بندقية “كلاشينكوف” الأوتوماتيكية “أكا – 14” التي من شأنها أن تحل محل بندقية “أكا – 74.
عربة دعم الدبابات
آلية حربية أخرى سلمت لوحدات الجيش الروسي عام 2021 هي العربة المطورة لدعم الدبابات ( بي إم بي تي). وحسب شركة “أورال فاغون زافود” فإن قدرة العربة يمكن مقارنتها بـ6 عربات “بي إم بي”. وتم تزويد العربة بمدفعين أوتوماتيكيين عيار 30 ملم، 4 صواريخ مضادة للدبابات من طراز “أتاكا”، قاذف القنابل ورشاش عيار 7.62.
الغواصات الاستراتيجية
دشّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر الجاري الغواصتين النوويتين “الأمير أوليغ” و”نوفوسيبيرسك” اللتين تسلمتهما البحرية الروسية، في إطار خطة تزويد الجيش بالأسلحة الحديثة.
يذكر أن الغواصتين الجديدتين تتميزان بقوة ضاربة هائلة، حيث زُوّدت “الأمير أوليغ ” بصواريخ “بولافا” العابرة للقارات والقادرة على حمل الرؤوس النووية، فيما غواصة “نوفوسيبيرسك” متعددة الأغراض جُهزّت بصواريخ “كاليبر” و”أونيكس” المجنحة وفرط الصوتية القادرة على ضرب الأهداف البحرية وتوجيه ضربات دقيقة لأهداف العدو المفترض البرية.
درون “أوريون”
أجرى الجيش الروسي في ديسمبر الجاري تجربة فريدة من نوعها تشبه مبارزة جوية شارك فيها درون “أوريون” الضارب من جهة ومروحية مسيَرة من جهة أخرى.
وأسقط هذا الدرون في أجواء ميدان تدريب بالقرم درونا آخر يبعد عنه 100 كيلومتر. وأظهرت تلك الاختبارات أن “أوريون” على استعداد دائم لتنفيذ أية عملية على الأرض كانت أو في الجو.
أما مهاجمته الناجحة لدرون آخر فستجعله أكثر جاذبية للراغبين الأجانب.
قال اللواء في الأركان العامة الروسية، ألكسندر نوفيكوف، إن “أوريون” قادر على إسقاط درونات “بيرقدار” التركية وغيرها. وأضاف أن كل ذلك يعد رسالة واضحة تبعث بها موسكو إلى خصومها وكذلك إلى شركائها الذين يريدون شراء طائرة مسيّرة روسية بمقدورها أن تنافس بنجاح درونات ضاربة أخرى.
وقد أظهر الجيش الروسي في ديسمبر الجاري كذلك فيديو نادرا لاستخدام قنبلة جوية بوزن 500 كيلوغرام من قبل درون “الصياد” الضارب الذي قذفها من ارتفاع 600 متر.
جدير بالذكر أن درون “الصياد” الذي لا يزال على قيد الاختبار يمكن أن يحمل 2.8 طن من الحمولة القتالية، بما فيها الصواريخ الموجهة وغير الموجهة والقنابل الجوية وصواريخ ” جو – جو”.
روسيا اليوم
قم بكتابة اول تعليق