نشرت صحيفة “التايمز” في تقرير أعده توم بول إن مبلّغا من داخل المخابرات الروسية “أف أس بي” قارن حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا بانهيار ألمانيا النازية ووصفها بالحرب الفاشلة.
واستندت الصحيفة على تقرير أعده على ما يعتقد أنه محلل في “أف أس بي” والتي حلت محل الجهاز الاستخباراتي في العهد السوفييتي “كي جي بي” قال فيه إن عدد قتلى الجيش الروسي ربما وصل إلى 10.000 جندي. ولم تعترف وزارة الدفاع الروسية إلا بمقتل 498 جنديا في أوكرانيا.
وجاء في التقرير أنه تم لوم “أف أس بي” على الفشل في أوكرانيا لكنها لم تعرف مقدما بالغزو ولم تكن جاهزة للتعامل مع آثار العقوبات الصارمة. وأضاف المخبر أن أحدا في الحكومة لا يعرف العدد الحقيقي للقتلى فقد “فقدنا الصلة بالوحدات الكبرى”.
وطُلب من مسؤولي المخابرات تقييم أثر العقوبات الغربية ولكنه كان نظريا وعبارة على تمرين في ملء الفراغات بصح أو خطأ و”عليك إرسال التحليل بطريقة تظهر روسيا كمنتصرة.. وإلا تم التحقيق معك لأنك لم تقم بعملك على ما يرام”.
وكتب المحللون: “حدث الأمر فجأة وأحيل الأمر إليك وتقييمك الذي لا أساس له” و”نتصرف بناء على حدسنا وعاطفتنا ونرفع رهاناتنا على أمل أن يأتي أمر من خلالنا” و”بشكل عام لا مخرج لروسيا، ولا خيار لنصر ممكن ولكن هزيمة”.
وجاء في التقرير أو الرسالة أن زعيم الشيشان رمضان قديروف كاد يتصادم مع الروس بعدما تم تدمير “فرقة القتل” التي أرسلها إلى أوكرانيا.
وحتى لو قتل الرئيس فولدومير زيلنسكي فلا أمل لروسيا باحتلال أوكرانيا و”بأقل مقاومة من الأوكرانيين فنحن بحاجة إلى نصف مليون جندي ولا تنس الإمدادات واللوجيستك”.
ويقول المحللون إن جهاز المخابرات الخارجية الروسي “أس أف أر” يحاول “البحث عن المواد القذرة” والزعم بأن أوكرانيا لديها برنامج نووي كمبرر لضربة وقائية.
ونشر تقرير المخابرات الناشط الروسي فلاديمير أوسيتشكن، في موقع “غولاغ نت” وقال كريستو غروزيف، الخبير في المخابرات الروسية إنه أطلع اثنين من مسؤولي “أف أس بي” ولم يشك كلاهما بأن الرسالة كتبها زميل لهما. وقال غروزيف الذي سرب هويات المتورطين في عملية تسميم عميل مزدوج في مدينة سالزبري مع موقع “بيلينغ كات” عام 2018 إن الأوكرانيين سربوا في الماضي وثائق مزيفة كجزء من حرب تجسس نفسية، إلا أن الرسالة الأخيرة مختلفة وجاءت من مصدر موثوق وهو “أوسيتشكن” وهي طويلة مقارنة مع رسالة مزيفة.
ويدير “أف أس بي” الكسندر بورتينكوف، وهو أحد المقربين من بوتين وعملا معا في المخابرات بلينينغراد في السبعنيات من القرن الماضي. ويدير نجل بورتينكوف، دينيس بنك “في تي بي” الذي فرضت بريطانيا عقوبات عليه.
ويرى كاتب الرسالة أن موعد نهاية الحرب سيكون في حزيران “الموعد النهائي” لأن الاقتصاد الروسي سيكون قد انهار “ولم أستطع النوم في الفترة الماضية، ربما لأنني أعمل طوال الساعات وغير قادر على التفكير” و”ربما بسبب إجهاد العمل المتواصل وأشعر أن الوضع سوريالي وأن صندوق باندورا (المتاعب) قد فتح”.
وقال الكاتب إنهم لا يستبعدون نزاعا دوليا وأن يقوم بعض المستشارين الأغبياء بإقناع القيادة بتوجيه إنذار للغرب إن لم يتم رفع العقوبات. وماذا لو لم يستجب الغرب؟ و”في هذه الحالة فلا أستبعد أن ندفع نحو نزاع دولي تماما كما حدث مع هتلر عام 1939″.
وعبرت زوجة سناتور كان أستاذا لبوتين عن عدم رضاها من الحرب. واعترفت لودميلا ناروسوفا، 70 عاما بوقوع عدد كبير من القتلى الروس. وقالت إن من بين 100 مجند في مجموعة لم ينج سوى أربعة. وهي زوجة أناتولي سوبتشاك، الذي كان أول عمدة منتخب ديمقراطيا لسانت بطرسبرغ وتوفي عام 2000 بظروف غامضة وبعد صعود بوتين. وقالت إن المجندين أجبروا على توقيع تعهدات بالقتال في أوكرانيا.
ويعتبر التدريب إجباريا للرجال ما بين 18-27 عاما، وقالت لجنة أمهات الجنود الروس في الأسبوع الماضي إن الكثير من الجنود خدعوا للقتال. وقيل لهم إنهم ذاهبون إلى الحدود للمناورات العسكرية لكن عقودهم غيرت للمشاركة في القتال.
قم بكتابة اول تعليق