أعلنت القوات الروسية عن تحييد الدفاعات الجوية الأوكرانية والاستيلاء على العديد من القواعد الجوية والمراكز السكانية، وتدمير حوالي 254 دبابة أوكرانية وغيرها من المركبات المدرعة منذ بدء تدخلها العسكري في أوكرانيا يوم 24 شباط/ فبراير الحالي.
وبينما أرسلت أوكرانيا ما يقّدر بنحو 850 دبابة قبل اندلاع الحرب إلى الحدود، وهي تمثل إلى حد بعيد أكبر قوة دبابات في أوروبا، إلّا أن هذه النماذج قديمة، وهي من طراز T-64 و T-72A وتعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وقدرة صمودها في ساحات القتال الحديثة منخفضة للغاية.
إن قدرات T-64BV، الدبابة الرئيسية في البلاد في الخدمة العسكرية، والدبابة T-64BM-1 التي تمت ترقيتها بشكل متواضع، لا تعكس الدرع الأكثر قدرة الذي أنتجته الدولة من فئات دبابات أكثر تقدماً بشكل ملحوظ. كان هذا نتيجة لسياسة الجيش الأوكراني المتمثّلة في إعطاء الأولوية لإرسال عدد كبير من الدبابات على حساب إرسال النماذج المتفوّقة إلى الميدان مع تكاليف تشغيلية أعلى بكثير، ولكن أداء متفوق.
عندما تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، ورثت أوكرانيا واحداً من أكبر مصانع الدبابات في العالم، وهو مصنع ماليشيف، الذي كان يتمتع بقدرة تصنيع 800 دبابة سنويا في وقت السلم، وكان من الممكن أن يرتفع العدد أكثر بكثير في زمن الحرب.
أنتج المصنع بشكل ملحوظ واحدة من أكثر الدبابات تقدماً في الاتحاد السوفيتي، وهي T-80UD، والتي كانت تعتبر البديل عن T-80 الأكثر فعالية من حيث التكلفة باستخدامها لمحرك الديزل بدلاً من محرك التوربينات الغازية، مما يجعله أرخص بكثير من حيث الإنتاج.
استفادت T-80UD من الدروع التفاعلية المتفجرة Kontakt-5 ودرع أساسي أقوى بكثير من دروع T-64 أو T-72 التي يعتمد عليها الجيش الأوكراني حالياً، والذي يستخدم الدرع التفاعلي المتفجر Kontakt-1 الأقدم.
بسبب الانهيار الحاد في الاقتصاد الأوكراني، وبصرف النظر عن الإنتاج لتلبية طلب واحد من باكستان في منتصف التسعينيات، أنتج مصنع ماليشيف إنتاجاً ضئيلاً مع عدد قليل جداً من الطلبات المحلية. وأوكرانيا لم تمتنع فقط عن إنتاج دبابات T-80 لقواتها المسلحة أثناء تصدير جزء من دبابات T-80s التي ورثتها، ولكنها أيضاً تخلّصت من خدمة T-80s بسبب ارتفاع تكاليفها التشغيلية.
كانت النسخة الأكثر قدرة من T-80UD ، T-84BM Oplot ، تقوم على عدد من الميزات الواعدة، ولكن لم يتم الحصول عليه بشكل خاص من قبل الجيش الأوكراني.
شهدت الدبابة أول نماذجها الأولية في عام 1994، ولكن تم إنتاجها بشكل متسلسل في عام 2010 لتصديرها إلى الجيش التايلاندي، والذي أظهر في البداية اهتماماً أكبر بالدبابة الروسية T-90.
عدم قدرة أوكرانيا على تلبية طلب تايلاندي صغير جداً تمثّل بـ49 دبابة أدّى إلى تأخيرات طويلة تواصلت سنوات، والتقارير التايلاندية غير المؤكدة بشأن الجودة المشكوك فيها للدبابات، جعل في النهاية المزيد من صادرات T-84 أو أي صادرات من الدبابات الأوكرانية المبنية حديثاً أمر غير محبّذ على الإطلاق.
استغرق تسليم الدبابات سبع سنوات، مما يعني أن مصنع ماليشيف أنتج سبعة فقط كمتوسط سنوي. تدهور حال المصنع بشكل كبير بحلول الوقت الذي بدأ فيه الإنتاج لتايلاند، وكانت القدرة على تلبية الطلبات الباكستانية قبل 20 عاماً أكبر بكثير.
في نهاية المطاف، حتى لو تم نشر T-84 أو T-80UD، فمن غير المرجح أن تتحدّى هذه الدبابات الدروع الروسية بشكل أساسي بسبب واقع أنه على الرغم من أنها (أوكرانيا) ورثت درعاً أساسياً قوياً من الحقبة السوفيتية، إلا أن دروعهم التفاعلية المتفجرة وخاصة أسلحتهم باتت قديمة جداً.
فشلت أوكرانيا في تطوير قذيفة حديثة خارقة للدروع (APFSDS) بعد الانهيار السوفيتي، مما يعني أنها لا تزال تعتمد على BM42 Mango مع قدرة اختراق 450 ملم في نطاقات 2000 متر ضد الدروع المتجانسة باعتبارها أقوى مقذوف مضاد للدبابات.
ولكن يعتبر هذا الأمر غير كافٍ لاختراق الدروع الأساسية للدبابات الروسية المتقدمة في الخطوط الأمامية – ناهيك عن دروعها عند نشر Kontakt-5 أو درع Relikt التفاعلي.
إن دبابة T-72B3، هي الدبابة الروسية الأكثر استخداماً والأقل تدريعاً، تمتلك درعاً أمامياً أساسياً. وقذائف APFSDS الحديثة المستخدمة في الدبابات الروسية لها قدرة اختراق 740 ملم، أو 64 في المائة أكثر، والتي تقترن بالدروع المتفوقة، ستوفّر مِيزة هائلة ضد الدبابات الأوكرانية المتطوّرة حتى لو تم نشرها.
تنشر الدبابات الروسية الأكثر قدرة طلقات اختراق 1000 ملم في نطاقات قتالية قياسية. مع عدم وجود دبابات T-84 أو T-80UD في الخدمة ، فإن ميزة الدروع الروسية تكون أكثر غموضاً على T-64s و T-72s المتواجدتان في الخدمة.
مجلة ميليتاري وتش
قم بكتابة اول تعليق