قام عدد من الخبراء العسكريين، في تقديم رأيهم حول الأسباب الحقيقة لغرق الطراد الروسي “موسكفا”، والتي أحدثت جدلا واسعا بين روسيا وأوكرانيا.
ونقلت شبكة “بي بي سي” البريطانية، عن الخبير البحري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، “جوناثان بينثام”، قوله إن “الضرر الذي لحق بالطراد الروسي “موسكفا”، قد يكون سببه هجوم صاروخي”، مشددا على أنه “لا يمكن استبعاد الأسباب الأخرى أيضا”.
وأشار إلى أن “الصور المشاركة للسفينة تظهر آثار الدخان على جانب السفينة وتبدو قريبة من خط مستوى سطح المياه”، منوها إلى أن “ذلك يشير إلى آثار صواريخ بحرية، والتي قيل إنها صواريخ نبتون”.
وأفاد الخبير البحري، بأن “أبواب حظيرة الطائرات كانت مفتوحة، ما يعني أنه كان هناك محاولة إخلاء سريعة لطائرة هليكوبتر”، مضيفا أن “أبواب الحظائر عادة ما تغلق كقاعدة جيدة لعزل أي شيء فيها”.
من جانبه، قال الخبير البحري الأدميرال “كريس باري”، إن “الصور التي أظهرت الضرر الذي لحق بالطراد الروسي موسكفا، يؤكد أنها تعرضت لهجوم صاروخي”.
وأضاف الأدميرال، الذي كان قائدا سابقا في حلف شمال الأطلسي: “يمكنك رؤية جانب السفينة المنفجر نحو الداخل، فإذا كان انفجارا داخليا، فسترى صفائح الفولاذ تبرز للخارج بدلا من الداخل، وهذا يشير إلى اختراق وانفجار بفعل صاروخ أو صاروخين”.
وأشار إلى أنه “يرجح أن أحد الصواريخ التي استهدفت “موسكفا”، ثقبت الصواريخ المخزنة على متن الطراد وتسرب وقودها على طول أسطح السفينة، مما تسبب في نشوب حريق مدمر”.
وأردف: “أعتقد أن وقود الصواريخ انتشر في كل الطوابق حتى أسفل النهاية الخلفية للسفينة، ما أدى إلى احتراقها بالكامل”.
بدوره، أفاد خبير عسكري من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، “سيدهارث كوشال”، بأن “إحدى الفرضيات العملية هي أن النيران التي اندلعت بالضربة الأولى أدت إلى انفجار ذخيرة المدافع المضادة للطائرات”، منوها إلى أن “المنطقة الرئيسية التي تعرضت لأضرار بسبب النيران هي مكان ذخيرة المدافع المضادة للطائرات الموجودة على متن السفينة”.
وخلال الأيام الماضية، دار جدل بين روسيا وأوكرانيا، بشأن السفينة الحربية الروسية “موسكفا”، حيث أكدت كييف أنها تسببت في الحادثة بعدما استهدفت الطراد، بينما تقول موسكو إن الحادثة وقعت بسبب انفجار الذخائر فقط.
وفي هذا الصدد، أوضح مسؤول عسكري أوكراني، إن “القوات الأوكرانية ضربت السفينة الحربية “موسكفا” بصاروخين مضادين للسفن من طراز “نبتون”، ما تسبب في أضرار جسيمة”، وهو ما أكدته البنتاغون، في حين نفت موسكو ذلك.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، إن “الرواية الأوكرانية بشأن ملابسات غرق السفينة الحربية الروسية موسكفا صحيحة”، منوهة إلى أن اثنين من صواريخ “نبتون” الأوكرانية أصابا السفينة، ما أدى إلى انفجار ذخيرة كانت موجودة على سطحها.
وأكدت أنه من الصعب في الوقت الحالي تحديد ما إذا كان الحادث أسفر عن سقوط ضحايا، رغم تصريحات من الجانب الروسي أشارت إلى أن طاقم السفينة أجلي بالكامل.
في المقابل، أوضحت وزارة الدفاع الروسية، أن “الطراد “موسكفا” غرق أثناء سحبه إلى الميناء، متأثرا بالحريق الذي تسبب في انفجار الذخيرة.
ولفتت إلى أن “الطراد الروسي فقد ثباته عندما تم سحبه إلى أحد الموانئ الروسية، بسبب الأضرار التي لحقت بهيكله، ليغرق إثرها في بحر هائج”، منوهة إلى أن “الحريق الذي وقع قبل يوم جراء انفجار الذخيرة، كان السبب الأساسي في حادثة الغرق”.
عربي21