راجمة صواريخ أم 270 أو نظام الصواريخِ متعدّدِ الانطلاقِ (M270 MLRS) هو نظام متنقل عالي ذو قابلية اتوماتيكية. ويُطلقُ MLRS صواريخ أرض – أرض وذخيرة إطلاق نارِ حديثةِ (مثل نظامِ قذيفةِ الجيشِ الأميركيِ التكتيكيِ – Atacms). وبدون تَرْك سيارةِ القذف، يُمْكِنُ للطاقم الثلاثي (سائق، رئيس القسمَ والمدفعي) أَنْ يطلق أكثر من إثني عشرَ صاروخ MLRS في أقل مِنْ 60 ثانيةِ. وهو مناسب بشكل جيد جداً للمقولة اضرب-وانطلق: حيث يُمكِن أَن يُطلق صواريخَه بسرعة كبيرة ويَبتعد فوراً لتَفادي نيران البطاريةِ المضادةِ.
القاذف يستخدم ذخائر متنوعة محملة على صواريخ من طراز Army Tactical Missile System—ATACMS وتصنعه شركة لوكهيد مارتن.
تم تسليم أول نموذج منه إلى وحدات الجيش الأميركي في عام 1983، ليدخل بعد ذلك تسليح أغلب جيوش دول حلف شمال الأطلسي، كما تم تصنيعه على نطاق واسع من قبل الدول الأوروبية.
صٌنع للجيش الأميركي حوالي 1300 وحدة من هذا النظام مع ما يقارب 700000 صاروخ وتم استخدامه بشكل واسع جدا خلال حرب الخليج الثانية سنة 1991 وخلال غزو العراق في آذار/مارس 2003 حيث أثبت فعاليته العالية كنظام مدفعية صاروخية كثيفة.
ولقد توقف إنتاج هذا النظام سنة 2003 بعد تسليم الدفعة الأخيرة للجيش المصري.
يستطيع هذا النظام إطلاق القذائف الموجهة وغير الموجهة إلى مسافة تصل إلى 32 كيلومتراً، وميزته هي كونه وحدة مدفعية صاروخية متحركة تصلح لتطبيق تكتيك الإغراق الناري والتحرك بسرعة من مسرح العمليات لتجنب القصف المضاد من بطاريات مدفعية العدو COUNTER-BATTERY FIRE.
تم تطويره بالتعاون المشترك ما بين الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا وألمانيا بالاعتماد على طراز أميركي أقدم من راجمات الصواريخ هو (General Support Rocket System (GSRS.
ولتجهيزه يتم وضع الصواريخ في حاضنتين وكل واحدة منها تحتوي على ست قواذف من عيار واحد. ويستطيع النظام إطلاق الإثني عشر صاروخاً في أقل من دقيقة وتستطيع كل وحدة مدفعية إغراق حوالي كيلومتر مربع بالذخائر العنقودية ولهذا السبب يسمى MLRS داخل وحدات الجيش الأميركي “Grid Square Removal Service” لأن الخرائط المساحية العسكرية الأميركية غالباً ما تكون مقسمة إلى شبكات تغطي كل واحدة منها كيلومتراً مربعاً واحداً.
ولقد تم تطوير النظام مؤخراً بصواريخ موجهة ذات رأس موحد وتم إنهاء التجارب العملية لهذه الصواريخ في شهر آذار/مارس 2003 على عجالة وذلك لنشرها على مسرح العمليات في الخليج قبل بدء غزو العراق.
تاريخ الاستخدام
عندما تم نشر نظام MLRS داخل الجيش الأميركي لأول مرة تم إدماجه في كتائب مدفعية مشتركة من مدفعية الهاوتزر وراجمات الصواريخ المتحركة قبل أن يتم تشكيل وحدات كاملة من المدفعية الصاروخية سنة 1985. ودخلت هذه الوحدات أول اختبار قتالي في عمليات حرب الخليج الثانية سنة 1991، كما تم نشر وحدات من هذا النظام لدعم عمليات الجيش البريطاني في ولاية هلمند بأفغانستان في آذار/مارس 2007.
الفعالية العسكرية
يتميز هذا النظام بقدرته على العمل في كل الأجواء المناخية ويستعمل بالأساس للرد على بطاريات مدفعية العدو وإسكاتها عند القصف المتبادل وكذلك لضرب تجمعات الدبابات والمدرعات بكل أشكالها ومعسكرات المشاة بالاعتماد على الذخيرة العنقودية؛ كما يوفر إمكانية تنظيف مسرح العمليات من كل أشكال الدعم الناري لقوات العدو وهو بذلك لا يعوض مهام المدفعية التقليدية بل يكملها.
ولزيادة الفعالية، قام الجيش الأميركي بعدة تطويرات على هذا النظام شملت زيادة المدى بالنسبة للصواريخ من 32 كيلومتراً إلى 50 كيلومتر ثم تغيير الذخيرة إلى النوع الموجه مع تحسين نظام التلقيم الآلي للصواريخ في الحاضنات لتسريع أداءه.
ويشتمل نظام التوجيه على قدرات رصد مناخية مع توجيه للصواريخ بالاعتماد على نظام GPS بينما يركب نظام الإطلاق على عربة مدرعة مستوحاة من عربة القتال المجنزرة برادلي وتبلغ سرعتها 64 كيلومتر في الساعة مع مدى عملي يبلغ 480 كيلومتر. ويستطيع نظام MLRS تلقيم وتجهيز وإطلاق 12 صاروخاً في مدة قياسية لا تتجاوز 5 دقائق كما يمكن نقل النظام ونشره جويا باستدام طائرات سي-5 جلاكسي وسي-17.
يتكون طاقم النظام من 3 أفراد، السائق، المدفعي والقائد ويستطيع الكمبيوتر المكلف بالتوجيه تغيير التصويب تبعاً للمعطيات التي يدخلها المدفعي حتى خلال عملية الإطلاق. ولعل أكثر ما يميز نظام MLRS تكتيكياً هو قدرة الإغراق الناري للمنطقة المستهدفة حيث أن كل صاروخ يستطيع حمل 644 قنبلة عنقودية أو 28 لغماً مضاداً للدبابات مما يوفر قدرات تدميرية هائلة ضد المدرعات. وتستطيع كل قنبلة عنقودية بحشوة جوفاء اختراق 100 مم من الدروع المتجانسة بما يوازي 200 شظية في قطر انفجارها بينما يعكف الجيش الأميركي حالياً على تطوير قنابل ذات توجيه نهائي تستطيع التمييز بين الشاحنات و المدرعات.
قم بكتابة اول تعليق