يرتقب أن تتعزز الترسانة الحربية للقوات الجوية في المغرب بدفعة أولى من طائرات “أباتشي AH-64E” الأميركية، ليكون بذلك البلد السابع عشر عالميا الذي سيحصل على هذا النوع من المروحيات المتطورة.
وتتميز هذه الطائرات التي ينتظر أن تحصل عليها المملكة قريبا بقدراتها الهجومية العالية والمناورة والتدخل السريع في مختلف مسارح العمليات وفي المسافات القريبة كما البعيدة، مع تحديد دقيق للأهداف في مختلف الظروف المناخية.
ولا تزال طائرات “الأباتشي” التي تم إطلاقها أول مرة سنة 1989 وصممت للتدخل في ساحة المعركة المعقدة أفضل طائرة هيلكوبتر هجومية والأكثر فعالية في العالم، حسب معطيات شركة “بوينغ” المصنّعة لهذه المروحية.
ومن مزايا المروحية أنها زوّدت بصواريخ “هلفاير” الخارقة للدروع، وحاضنات صواريخ “الهيدرا” 70 ميلي، كما أنها مسلحة بمدفع رشاش بعيار 30 ميلي، ويمكنها أن تحمل 1200 قذيفة بعيار 30 ميلي.
وكانت القوات المسلحة الملكية قد وقعت عقدا مع شركة “بوينغ” الأميركية لصناعة الطائرات في سنة 2020، لشراء 24 طائرة من طراز “الأباتشي” المتطورة، في صفقة بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار.
طائرة متطورة تكنولوجيا
ويؤكد عدد من الخبراء في المجال العسكري والاستراتيجي على الأهمية التي يكتسبها سلاح الجو المغربي بدعمه بمروحيات الـ”الأباتشي” الهجومية والتي توفر للقوات الجوية الملكية امتيازات عديدة في المعارك، حيث يعتبر المغرب بذلك ثاني دولة إفريقية تحصل على هذا النوع من الطائرات بعد مصر والخامسة عربيا.
وعن أهمية حصولها على “الأباتشي”، يقول الخبير في الشأن الأمني والعسكري، محمد شقير، إن اقتناء المغرب لهذا النوع من الطائرات “يدخل في إطار مساعي المملكة لتطوير ترسانة السلاح الحربي للقوات الجوية المغربية، وضمن استراتجية أشمل ترمي لتزويد الجيش المغربي بأحدث المعدات والأسلحة، ومن ضمنها أحدث الطائرات العسكرية المتوفرة في العالم”.
وأضاف شقير في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” بأن حصول المغرب على “الأباتشي” يعد تأكيدا لرهان العصرنة الذي بدأت المملكة تنهجه خلال السنوات الأخيرة في المجال العسكري بالاعتماد على التكنولوجيا المتطورة، حيث تعد مروحيات “الأباتشي” في هذا المضمار أكثر المروحيات الهجومية قوة، بفضل سرعتها في تنفيذ العمليات الهجومية، وقدرتها العالية على التخفي عن الرادارات والأنظمة الدفاعية.
وبيّن الخبير العسكري المغربي أن “الأباشي” تعد أحدث نموذج لطائرة مروحية هجومية تم تصميمها، وهي مزودة بأحدث أجهزة الاتصالات والملاحة وأجهزة الاستشعار، هذا إلى جانب قدرتها العالية على التأقلم مع مسرح العمليات خاصة في المناطق الصحراوية الوعرة.
وتابع موضحا أن الولايات المتحدة الأميركية تمكّن فقط حلفاءها بما فيهم المغرب الذي تجمع بينهما شراكة عسكرية متميزة، من الحصول على هذا النوع من الطائرات المتطورة.
وأشار شقير إلى أن سوق السلاح الأميركي يصنّف من بين الأسواق الأكثر تطورا في العالم خصوصا في شقه المتعلق بالطائرات الحربية والتي تشكل فيه المروحيات المقاتلة من طراز “أباتشي” حلقة مهمة.
“الأباتشي” في مناورات “الأسد الأفريقي”
وشهدت مناورات “الأسد الأفريقي” هذه السنة ولأول مرة منذ سنة 2005 مشاركة أربع طائرات من طراز “أباتشي”، ضمن تدريبات تكتيكية تم خلالها اعتماد أنظمة المحاكاة، تمهيدا لتسلم القوات المسلحة الملكية لهذا النوع من الطائرات.
وأشرف ضباط أميركيون ومغاربة خلال المناورات الأضخم في إفريقيا والتي أقيمت بإشراف من الولايات المتحدة والمغرب، على تدريب فرق مكونة من ضباط وتقنيين مغاربة مقبلين على استخدام هذا النوع من الطائرات المتطورة عند تسليمها للقوات الجوية الملكية.
ويعتبر الخبير العسكري محمد شقير، أن دخول هذا النوع من الطائرات المتطورة في الخدمة يتطلب تأطيرا خاصا للربابنة المغاربة من قبل خبراء متخصصين سواء عبر تدريبات تقام في المملكة أو في الولايات المتحدة.
وبيّن شقير أن تمرين “الأسد الإفريقي” شكّل فرصة مهمة بالنسبة للطيارين المغاربة للتدرب ميدانيا على استخدام طائرات “الأباتشي” في المواجهات المباشرة والوصول إلى الأهداف بدقة عالية.
سكاي نيوز عربية