قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن أوكرانيا تعمل على تغيير استراتيجيتها الحربية باستخدام أسلحة غربية جديدة في الخطوط الأمامية شرق البلاد.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن الاستراتيجية الجديدة نجحت في إبطاء تقدم القوات الروسية.
وكانت القوات المسلحة الأوكرانية تعرضت لضربات المدفعية الروسية في شرق أوكرانيا منذ أبريل وحتى يونيو، مما أدى إلى خسائر بشرية تقدر بـ 200 جندي يوميا.
وبعد تزويد أوكرانيا بترسانة متنامية من الأسلحة الغربية بعيدة المدى وبمساعدة المقاتلين المحليين، تمكنت أوكرانيا من ضرب القوات الروسية عميقا خلف خطوط العدو وتعطيل خطوط الإمداد الحرجة وعلى نحو متزايد، ضرب أهداف أساسية لإمكانات موسكو القتالية، بحسب “نيويورك تايمز”.
كما أجبرت الأسلحة الجديدة روسيا على إعادة المعايرة في ساحة المعركة، مما خلق مجالا لالتقاط الأنفاس للأوكرانيين لاتخاذ المزيد من القرارات الاستراتيجية.
ودمرت سلسلة انفجارات في قاعدة جوية بشبه جزيرة القرم المحتلة، ما لا يقل عن 8 طائرات حربية روسية. وقال مسؤول أوكراني إنها نتجت عن غارة نفذتها القوات الخاصة بمساعدة مقاتلين موالين محليين.
كانت أوكرانيا نجحت في صد القوات الروسية التي كانت تسعى للسيطرة على العاصمة كييف في الأيام الأولى للغزو مما أجبر قوات الكرملين على توجيه المعركة نحو شرق البلاد.
في الشرق، مع سهولها الواسعة، تمكنت روسيا في البداية من الاستفادة من تفوقها في العدد والقوة النارية، مما أدى إلى إضعاف القوات الأوكرانية بقصف مدفعي لا هوادة فيه قبل التحرك للاستيلاء على الأراضي.
ولكن خلال الأسابيع الماضية بعد أن تم تزويدها بقطع مدفعية جديدة طويلة المدى مثل نظام صاروخ المدفعية عالي الحركة الأميركي “هيمارس”، تمكنت أوكرانيا من إبطاء تقدم روسيا وتحويل التركيز إلى ما يعتبره جنرالات الجيش الأوكراني مناطق أكثر فائدة في الجنوب.
وكان هذا النهج مناسبا بشكل خاص لمنطقة خيرسون في الجنوب، حيث شارك المسؤولون الأوكرانيون منذ أسابيع في إطلاق هجوم مضاد.
وتعتبر مدينة خيرسون على وجه الخصوص أكثر عرضة للخطر من المدن المحتلة الأخرى على اعتبار أنها متصلة بأربعة جسور فقط تمتد على نهر دنيبرو تستخدما روسيا لنقل الإمدادات.
والسبت، زعم الأوكرانيون أنهم ضربوا آخر الجسور الأربعة الرئيسية، مما ترك الآلاف من القوات الروسية في خطر العزلة ومنع وصول الإمدادات، وفقا لمسؤولي المخابرات الغربية.
وقال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكو ، في مقابلة الأسبوع الماضي مع صحيفة “أوكراينسكا برافدا” الأوكرانية، “ليس لدينا الموارد لتلويث المنطقة بالجثث والقذائف، كما تفعل روسيا. لذلك من الضروري تغيير التكتيكات والقتال بطريقة مختلفة”.
وفي حين أن الجيش الأوكراني لم يحقق مكاسب إقليمية كبيرة، فقد تمكن من إبطاء التقدم الروسي بجميع أنحاء البلاد في الوقت الحالي وإيقاف الخسائر الفادحة التي عانت منها أوكرانيا خلال الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى تذبذب الروح المعنوية لدى بعض الجنود.
لكن الروس استمروا في ممارسة ضغوطهم في الشرق والجنوب على مواقع الخطوط الأمامية الأوكرانية وبعضها يتراجع ببطء.
وأشارت التطورات المتزايدة إلى أنه على الرغم من الانتكاسات الناجمة عن هجمات أوكرانيا، لا يزال الجهد العسكري الروسي لديه قوات كافية لمواصلة العمليات الهجومية.