“هيمارس”.. هل غيّرت قواعد اللعبة حقًا في أوكرانيا أم هي مجرّد فقاعة؟

 

دفاع العرب – ترجمة خاصة

إن أنظمة الصّواريخ عالية الحركة التي نقلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا على مدار الشّهرين الماضيين قد ألحقت أضرارًا بالغة بالقيادة واللّوجستيات الروسية، مما قد مكّن أوكرانيا من شن الهجوم.  فما هو تأثير HIMARS في الاستراتيجية المتَّبَعة، ومسار الحرب حتى الآن؟ مع العلم أنّ تأثير التكنولوجيا في ساحة المعركة أمر معقد ويصعب قياسه. 

حرب المدفعية في أوكرانيا

على مدى الشّهرين الماضيين، عمل الروس بشكل فعال على تطوير وتنمية قدراتهم البشرية والتنظيمية والتكنولوجية وذلك بالاعتماد على سلاح المدفعية الذي يتفوقون به، والذي يمكنهم توفيره من خلال مبادئ لوجستية طويلة وراسخة.  وبذلك تكون القوات الروسية قد استخدمت المدفعية لميزاتها الكثيرة كوسيلة للضغط على الأوكرانيين للتراجع ببطء.

في الوقت الحالي، تُعتبر وحدات “هيمارس” HIMARS التي تم إرسالها إلى أوكرانيا الحلقة الأقوى في الحرب، لتحلّ محلّ المسيرات التركية  التي بدت مدمّرة للغاية في الأسابيع الأولى من المعركة. ومع ذلك، عندما استخدمت القوّات الجويّة الأوكرانية الطّائرات بدون طيار لاستكشاف وتدمير الآليات الروسيّة بشكل فعال في الأسابيع الأولى من الحرب، لم يستسلم الروس بل طوّروا سلسلة من التّدابير المضادّة بما في ذلك تقنيات الحرب الإلكترونية التي أدّت إلى تدمير هذه المسيرات والحدّ من تأثيرها بشكل كبير.

ولكن، هناك بعض التّقنيات الجديدة التي قد تكون حاسمة في ظرف معين. إنّ قدرة “هيمارس” HIMARS على إلحاق الضّرر بالنظام اللوجستي الروسي ليست عرضيّة، حيث تمّ تصميم النّظام لتدمير الجيش الروسي على الجبهة المركزيّة للناتو. والقول إنّ القوّات الرّوسية سوف تتوصّل في النّهاية إلى حلّ لتقليص تأثير الـ “هيمارس” لا يعني أنّ الحل سيأتي بسرعة أو بتكلفة مقبولة.

بالنسبة لبقية الحرب، سيكون على القوات الأوكرانية مهمة دمج التقنيات الجديدة في ترسانتها. الهجوم لاستعادة السيطرة على خيرسون سيتطلب بلا شك الكثير من الأسلحة الغربية، والتي تم دمج معظمها في الجيش الأوكراني خلال الأشهر القليلة الماضية. 

وبالنظر إلى التضاريس، فليس من المستبعد أن يكون لنظام HIMARS تأثير كبير على هجوم خيرسون، بسبب الحاجة إلى الجسور لإمداد القوات الروسية على الجانب الغربي من النهر.

19fortyfive

أي نسخ للمقال من دون ذكر اسم موقع دفاع العرب سيُعرّض ناقله للملاحقة القضائية.
إنّ موقع دفاع العرب لا يتبنّى الأفكار الواردة في المقال.