سلّمت شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية أكثر من 800 مقاتلة من طراز F 35، لكن العيوب المفرطة في الإنتاج وإعادة العمل تجازف بتأخير كبير في التسليم وتراجع الجاهزية، كما أعلنت “وكالة إدارة عقود الدفاع” التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون).
وأشارت الوكالة إلى تحسّن في عمل “لوكهيد”، أبرز مقاولي وزارة الدفاع، في نواحٍ كثيرة، من أول دفعة إنتاج لطائرة F 35 حتى الدفعة الـ14 الحالية.
وأوضحت أن “الكثير من عيوب ضمان الجودة” لم تُرصد في محطة التجميع الأولية، فتُكتشف قبل أو بعد القبول الرسمي لتلك المقاتلات، بحسب “بلومبرغ”.
ولفتت “وكالة إدارة عقود الدفاع” إلى “مشكلة بالنسبة لمجتمع المستخدمين ومصدر قلق هائل تؤثر سلباً في الأسطول”، في إشارة إلى الوحدات المنتشرة للمقاتلات والطيارين.
وأقرّت بحصول بعض التحسينات مستدركة أن “أخطار الأداء المتأخرة الأساسية في “لوكهيد مارتن” لا تزال قائمة”، إلى حين “تقليص الحاجة بشكل كبير” إلى قطع الغيار أو إعادة العمل بها أو إصلاحها.
ونبّهت الوكالة إلى أن لدى شركتَي “نورثروب جرومان” و”بي إيه إي سيستمز”، المنخرطتين أيضاً في تصنيع مقاتلة F 35، حالات “كثيرة من عدم الامتثال في التصنيع”.
وتتصدر المشكلات العالقة لإنتاج تلك الطائرات، نقصاً في وحدات المحرّكات وعدم كفاية مرافق المستودعات وزيادة تكلفة معالج الأجهزة اللازم لترقية البرمجيات الأساسية.
كذلك يمكن إجراء تعديلات تحديثية مكلفة، إذا اكتُشفت مشكلات ضخمة خلال تمرين محاكاة من المقرر تنفيذه في العام المقبل، لاختبار الطائرة ضد التهديدات الروسية والصينية الأكثر تقدّماً.
وثمة طلب دولي متزايد على مقاتلة F 35، بما في ذلك من فنلندا وسويسرا وألمانيا واليونان، فيما أشارت كوريا الجنوبية إلى أنها تريد شراء مزيد منها، علماً أن أكثر من 800 طائرة حربية من هذا الطراز سُلّمت في كل أنحاء العالم.
وهي جزء من أسطول محتمل يضمّ أكثر من 3 آلاف و300 مقاتلة، لدى الولايات المتحدة ودول شريكة، بحسب “بلومبرغ”.
وأعلنت “وكالة إدارة عقود الدفاع” أن بعض المشكلات المستمرة في الجودة تُكتشف بعد القبول الرسمي للطائرات.
وأضافت أنها تعمل مع “مكتب البرنامج المشترك” في البنتاجون لـ”تحديد منشأ مشكلات الجودة هذه في دورة الإنتاج، وإجراء التغييرات اللازمة في الرقابة، من أجل تخفيف هذه المشكلات”.
ورفض مكتب برنامج F 35 في البنتاجون التعليق على عيوب محددة تمسّ “استعداد الأسطول، لأسباب أمنية تشغيلية”، مستدركاً أنه يتعامل “باستمرار مع أيّ مشكلات تتعلّق بالجودة في المصنع، لتجنّب مشكلات في الأسطول الميداني”.
وذكرت “وكالة إدارة عقود الدفاع” أن منشأة تابعة لـ”لوكهيد مارتن” في فورت وورث بولاية تكساس، حسّنت بشكل كبير إدارة سلسلة توريد قطع الغيار، ومقياس الموثوقية الأساسي في السنوات الأربع إلى الخمس الماضية. كذلك تحسّن تسليم الطائرة الحربية في الوقت المحدد، وأوقات التجميع الإجمالية.
وأشارت “لوكهيد” إلى أنها “تعمل عن كثب مع عملائها وتلتزم بتقديم منتجات عالية الجودة في الوقت المحدد”.
ولفتت إلى أن الحاجة للتخلّص من القطع، أو إعادة صنعها أو إصلاحها “تحسّنت باستمرار منذ بدء برنامج F 35، وقلّصنا ذلك بنسبة 7.6% في عام 2021، مقارنة بعام 2020”.
وزادت أن “حالات تسرّب الجودة”، وهي عيوب لم تُكتشف قبل التسليم النهائي، لهذا العام بلغت 0.28 لكل مقاتلة، مشيرة إلى “تحسّن بنسبة 45% عن عام 2021”.
الشرق نيوز