في خطوة ذات أبعاد أمنية استراتيجية، أحدث المغرب منطقة عسكرية جديدة، هي المنطقة الشمالية، وذلك لأهداف جرى الكشف عن بعضها، مرتبطة بمحاربة التهريب والهجرة.
وخلال احتفال رسمي برئاسة الأميرال مصطفى العلمي، مفتش البحرية الملكية، والجنرال دو بريكاد حسن الرضى، تم الإعلان رسميا عن إنشاء المنطقة العسكرية الشمالية للقوات المسلحة الملكية.
يأتي تأسيس هذه المنطقة بتعليمات ملكية من أجل مواجهة جميع التحديات المطروحة أمام المملكة، بما فيها الهجرة السّرية والأنشطة المرتبطة بالتهريب.
وقد تم اختيار الحسيمة لتكون مقرا للقيادة، وتم تعيين أول قائد للمنطقة العسكرية الشمالية، هو الجنرال حسن الرضى.
ووفقا لمجلة القوات المسلحة الملكية، فإن هذه المنطقة تهدف إلى زيادة التنسيق بين مختلف الوحدات العسكرية والمحلية من أجل اتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة في مواجهة التحديات.
وقد رافق إنشاء المنطقة العسكرية الشمالية تطوير كبير لبنيات الجيش في هذه المناطق.
ووفرت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية جميع الإمكانيات البشرية واللوجستيكية من أجل مباشرة العمل في هذه المنطقة العسكرية، خاصة في ما يتعلق بالتنسيق العملياتي بين الوحدات.
ويأتي إنشاء المنطقة العسكرية الشمالية بعد بضعة أشهر من إنشاء المنطقة العسكرية الشرقية، التي تتمركز قيادتها في الرشيدية، لتنضافا إلى المنطقة العسكرية الجنوبية ومقرها أكادير.
وخلال الأشهر الماضية، جرى تعيين الجنرال محمد مقداد قائدا للمنطقة الشرقية، وهو المسؤول العسكري المعروف في أوساط الجيش بخوضه معارك في الصحراء المغربية، وكان ضابطا ساميا في المنطقة الجنوبية.
وخطوة إحداث منطقة عسكرية شرقية ترمي إلى تعميم النظام الدفاعي والعيش العسكري الخاص بالمنطقة الجنوبية على المنطقة الشرقية (أي على كامل الحدود البرية للمملكة).
والغاية من إحداث هذه المنطقة هي الحد من الجريمة العابرة للحدود والتهريب والهجرة غير الشرعية، وتعزيز قدرات الدفاع عن حوزة وسلامة أرض المملكة.
وهذه المرة الأولى التي يتوجه فيها المغرب شرقا وشمالا لإنشاء منطقتين عسكريتين متكاملتين، على غرار نظيرتهما في الجنوب، وذلك في أعقاب عمليات عسكرية متعاقبة أدت إلى تحرير مناطق واسعة تحت إشراف الجنرال دو بريكاد فاروق بلخير، قائد المنطقة الجنوبية.