لما فاروق
تتجه تركيا نحو تصنيع طائرة حربية من الجيل الخامس، بعد إخراجها من مشروع مقاتلة “إف-35″، وذلك لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة، وخاصةً بعد اتفاق اليونان مع فرنسا لشراء طائرات “رافال” الفرنسية.
وتهدف تركيا الى تصنيع كل ما تحتاجه قواتها العسكرية والأمنية من أسلحة ومعدات وأنظمة دفاعية بأياد محلية، ويأتي مشروع المقاتلة الوطنية كجزء من هذه الاستراتيجية.
يهدف المشروع إلى تطوير وتصنيع طائرة قتالية شبحية من الجيل الخامس. وستكون تركيا، بعد اكتمال المشروع، واحدة من بين أربع دول في العالم تنتج طائرات حربية من الجيل الخامس.
وبحسب الرئيس التركي أردوغان، فإن مشروع الطائرة الشبحية التركية MMU، هو أفضل رد على من قاموا بإخراج تركيا من برنامج مقاتلات “إف-35” الشبحية.
تم نشر صور للطائرة الحربية الوطنية “MMU” التركية، وهي إحدى أهم مشاريع صناعاتها الدفاعية. تجمع الطائرة بين مواصفات طائرة “إف-22” الأمريكية، و “سو-57” الروسية، و “جي-20” الصينية، مما يجعلها قادرة على القيام بمهام متعددة بشكل فعال.
تاريخ بدء مشروع تصنيع الطائرة الحربية الشبحية التركية يعود إلى عام 2018، ومنذ ذلك الحين تعمل تركيا على إنشاء مركز لاختبار الطائرات ضمن مشروع تطوير طائرات قتالية من الجيل الخامس، والذي واجه انتقادات داخلية وخارجية.
واجهت أنقرة انتقادات بسبب طموحها في صناعة طائرات بدون طيار، لكنها تمكنت في تحويل هذه الانتقادات إلى نجاح بفضل كفاءة مسيراتها الجوية في عدة معارك، بما في ذلك الصراعات في سوريا وليبيا وأذربيجان وأوكرانيا. وقد نالت تركيا إشادة بعض الدول، مما ساهم في تحسين صورتها في المجال الدفاعي العالمي.
استندت تركيا في مشروع الطائرة الشبحية التركية MMU إلى خبرة الشركات التركية في تجميع طائرات “إف-16” و “إف-35″، وتعتبر تركيا المصدر الوحيد في العالم لبعض المكونات والقطع الرئيسة لطائرة “إف-35” الأمريكية.
وصرح مدير شركة “توساش” أن طائرة المقاتلة الوطنية ستخرج من المصنع بمحركها في مارس/ آذار 2023 وتخوض اختبارات أرضية لعامين قبل تسليمها للقوات المسلحة في 2029.
ستعمل الطائرة التركية بمحرك طائرة “إف-16” ثم سيستبدل بمحرك محلي الصنع.
يواجه مشروع الطائرة التركية الشبحية بعض المشاكل التي تتعلق بالمحركات، حيث تحتاج الطائرة الشبحية إلى محركات قوية وفعالة تمكنها من العمل بكفاءة عالية وتحقيق الأداء المطلوب. وقد بحثت تركيا تعاونًا مع كوريا الجنوبية وروسيا في هذا الصدد، ولكن الخلافات السياسية بين الدول تعيق التعاون.
ومن المهم أن يتم تجاوز هذه المشاكل وتحقيق التعاون الفعال بين الدول المعنية، حتى يتمكن مشروع الطائرة الشبحية التركية من الاستمرار في العمل وتحقيق الأهداف المرجوة. وبالطبع، فإن تقنية الطائرات الشبحية من الجيل الخامس تعتبر متقدمة للغاية وتحتاج إلى تقنيات ومواد محددة، ولذلك فإن التعاون الدولي يمكن أن يكون حاسمًا في نجاح هذا المشروع.
قررت تركيا تنفيذ مشروع الطائرة بمحركين جاهزين، مثل طائرة “رافال”، ومن المقرر دمج محرك محلي الصنع بالطائرة في المرحلة الثانية، والذي تم تطويره بواسطة شركة “تي آر موتور” التركية.
من المتوقع أن تحل المقاتلة التركية المستقبلية محل طائرات “إف-16” في الجيش التركي. ويتوقع تصنيع 5-6 مقاتلات في العام الأول، و24 مقاتلة في عام 2030. يهدف مشروع الطائرة الحربية التركية إلى جعل صناعات الدفاع التركية مستقلة بنسبة 100% بحلول عام 2053، وزيادة قدرتها التصديرية من الصناعات الدفاعية. يساعد هذا المشروع على تطوير الصناعات الدفاعية التركية وتحسين الاعتمادية الذاتية للجيش التركي. ومن المتوقع أن يساعد هذا المشروع أيضًا في تعزيز الاقتصاد التركي عبر زيادة صادرات الصناعات الدفاعية.