نقص في المعدات العسكرية في الجيش الأوروبي.. تحديات وحاجة إلى مبادرات شاملة

بالرغم من العراقيل التي تواجه التعاون الصناعي الدفاعي الأوروبي، فإن الحاجة إلى تعزيز الجيش الأوروبي وتحديث قدراته العسكرية لا تزال ملحة، وخاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة على الصعيد الدولي.

يتطلب ذلك تبني مبادرات شاملة لتمويل وتحديث الجيوش الأوروبية وتشجيع التعاون الصناعي الدفاعي بين الدول الأوروبية.

تأتي هذه المشكلة في سياق التحول الاستراتيجي الذي تشهده الدول الأوروبية، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تطوير قدراته العسكرية الخاصة وتحقيق الاعتماد الذاتي في الأمن الدفاعي، وتقليل الاعتماد على الحلفاء الأمريكيين.

وتشكل القضية تحديًا أمنيًا حقيقيًا لأوروبا، ويجب أن يتم حلها بشكل فعال إذا كانت القارة تريد البقاء قوية وآمنة في المستقبل.

لذلك، يجب على الدول الأوروبية أن تتعاون بشكل أكبر فيما يتعلق بالأمن الدفاعي، وتعزيز التكامل الدفاعي على المستوى الأوروبي، وتوحيد جهودها في التعامل مع التحديات الأمنية المشتركة.

كما يجب أن تعمل الدول الأوروبية بشكل أكبر على زيادة الإنفاق على الدفاع، وتحديث وتعزيز الجيوش الأوروبية، وتوفير التمويل اللازم لتحقيق هذه الأهداف.

يعاني الجيش الأوروبي من نقص في الأساسيات اللازمة للحرب التقليدية، بما في ذلك الذخيرة والمعدات، على الرغم من وجود اقتراحات لمعالجة هذه المشاكل، إلا أنه لم يتم تقديم أي مبادرة شاملة لإصلاح الوضع الراهن.

وقد تم الكشف عن هذا النقص خلال الحرب في أوكرانيا، حيث لم تستثمر أوروبا في قواتها المسلحة طوال 20 عامًا، وتم تركيز التمويل على بناء القوات للمهام الإنسانية ومكافحة التمرد ومكافحة الإرهاب، وليس للتعامل مع التحديات العسكرية التقليدية.

وعليه، فإن هذا النقص في المعدات والدبابات والمدفعية تحدّ من قدرة الجيوش الأوروبية على مواجهة التحديات الأمنية.

وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية قد تعهدت بإرسال دبابات “ليوبارد” إلى أوكرانيا، إلا أنه لم يتم تحديد الوقت اللازم لتحقيق ذلك. ويتطلب تعزيز الجيش الأوروبي مبادرة شاملة لتوفير التمويل اللازم للتحديث والتحسينات اللازمة لتعزيز القدرات العسكرية.

تحتاج أوروبا إلى إعداد خطة لزيادة التكامل الدفاعي والبدء في تشغيل قاعدتها الصناعية الدفاعية، وتسعى المفوضية الأوروبية إلى تخصيص 530 مليون دولار للإنفاق على مدى العامين القادمين.

تأتي هذه المبادرة في إطار متابعة لصندوق الدفاع الأوروبي الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي حديثاً، والذي يدعو الدول الأعضاء إلى العمل معاً في مجال البحث والتطوير الدفاعي.

تلعب الولايات المتحدة دورًا سلبيًا في الوضع، حيث يقابل جهود التعاون الصناعي الدفاعي والتوحيد الصناعي الأوروبي بالمعارضة الشديدة من الولايات المتحدة، وذلك بسبب اهتمام مقاولي الدفاع الأمريكيين بإبرام العقود في أوروبا التي تحرم الشركات الأوروبية من العمل. وبالتالي، تواجه أوروبا مقاومة قوية من الإدارات الأمريكية التي تخشى استبعاد الشركات الأمريكية من السوق الأوروبية.

في الختام، على الرغم من أن التعاون الصناعي الدفاعي بين الدول الأوروبية يواجه بعض العقبات، إلا أن هناك تحديًا حقيقيًا يواجه أوروبا فيما يتعلق بالأمن الدفاعي، ويجب على الدول الأوروبية تجاوز العقبات والعمل بشكل متعاون وفعال لتعزيز الجيوش الأوروبية وتحديث قدراتها العسكرية، وبالتالي تعزيز الأمن الدفاعي لأوروبا بأكملها.

تقرير: خالد محمد خالد