احتفلت إيطاليا، في 28 مارس/ آذار، بمرور 100 عام على تأسيس سلاحها الجوي العريق.
وساهمت إيطاليا في وضع معظم المبادئ الأساسية لاستخدام القوة الجوية في الحرب الحديثة، منذ بداية عصر الطيران.
كتب الجنرال الإيطالي المخضرم جيليو دوهيه (Giulio Douhet)، الذي التحق بالجيش الإيطالي كضابط في سلاح المدفعية عام 1909، بحثًا عن أهمية السلاح الجوي. وفي عام 1915، انتهى إلى تصوير طابع الحرب الشاملة وأهمية تحطيم معنويات المدنيين بالهجوم الجوي، ولعب ذلك دورًا كبيرًا في تطوير تفكيره لاحقًا، حيث كان يؤيد فكرة “تحطيم الأمم” بواسطة الجو كتدمير عسكري. وفي عام 1921، وضع في كتابه بعنوان The Command of the Air، أسسًا لما بات يعرف بالقصف الاستراتيجي الذي اعتمدته الولايات المتحدة الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا.
في الواقع، يعود استخدام إيطاليا للحرب الجوية حتى قبل مرور 100 عام، حيث استخدمت إيطاليا البالونات في عام 1884 للتجسس، واستخدمت نفس المفهوم في الحرب الإيطالية مع الإمبراطورية العثمانية عام 1911 من خلال إلقاء قنابل من المناطيد، وهذا ما ساعد في تطوير تفكير جيليو دوهيه فيما بعد.
وكذلك في ليبيا، حينما قام طيار طائرة استطلاع، في عام 1911، بإلقاء قنبلة مثبتة على بدن الطائرة على الليبيين العزل خلال اجتياح إيطاليا لأرضهم، ممهداً لفكرة قصف المدن من الجو.
تأسس سلاح الجو الإيطالي رسمياً في عام 1923، وشارك في عدة صراعات وحروب، أبرزها خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت إيطاليا حينها إحدى دول المحور التي قادتها ألمانيا النازية في تلك الحرب. وبعد هزيمتها، انضمت إيطاليا إلى حلف الناتو وأصبحت أحد أهم أعضائه.
لقد حققت إيطاليا إنجازات صناعية في مجال الطيران عمومًا، وشاركت في تصنيع عدة مقاتلات عسكرية مثل Tornado، AMX، Typhoon. وهي شريك استراتيجي مع بريطانيا في مشروع المقاتلة الجيل السادس “تمبيست”، وقد انضمت اليابان مؤخرًا إلى هذا المشروع. ويعتبر مشروع “تمبيست” منافسًا لمشروع FCAS الأوروبي المشترك.
وتُعَدُّ إيطاليا أحد المُساهِمِينَ الرئيسيّينَ في مَشروعِ مَقاتِلةِ الجيلِ الخامِسِ “إف-35” الخفيّةِ الأمريكيّةِ، حيثُ تُصَنِّعُ أجزاءً من مَكوناتِها مَحَلِّيًّا، وقد استَلَمَ سِلاحُ الجَوِّ الإيطاليُّ أعدادًا منها مُؤخِّرًا.
تقرير: علي الهاشم