راني زيادة
أثار إعلان واشنطن عن تزويد كييف بصواريخ باتريوت الدفاعية، كجزء من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، تساؤلات كثيرة حول كفاءة هذه الصواريخ في إيقاف التهديدات الجوية الروسية.
على الرغم من قدرة نظام باتريوت على مواجهة التهديدات الجوية وتدمير الطائرات المعادية، إلا أنه يواجه بعض التحديات التي يجب التعامل معها بعناية.
قدمت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تحليلاً يكشف عن نقطة ضعف في نظام الدفاع الجوي الأمريكي “باتريوت”، وهي القدرة المحدودة على نقله بسرعة من مكان الى آخر.
من المستبعد أن تستخدم أوكرانيا نظام “باتريوت” لمواجهة الطائرات بدون طيار، وذلك بسبب مخاوف من “اختراق أنظمة الدفاع الجوي”. وتشير المجلة إلى أن الطائرات المسيرة الروسية يمكنها بسرعة استنفاد صواريخ باتريوت المضادة للطائرات وتجاوز قدرتها الدفاعية.
بالإضافة إلى التحديات السابقة، تشير المجلة إلى وجود تحديات أخرى فيما يتعلق بنظام باتريوت، حيث يمكن أن يكون نقله وتشغيله صعبين ومكلفين. وفقًا للتقارير، يتطلب تشغيل بطارية واحدة جهود ثلاثة أشخاص، في حين يتطلب نقلها وإعدادها جهود تسعين شخصًا. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر إطلاق صاروخ باتريوت مكلفًا للغاية، حيث يصل سعر كل صاروخ باتريوت إلى حوالي 4 ملايين دولار.
فعلياً، إنّ هذه العمليات المعقدة والمكلفة قد تكون عائقًا أمام قدرة القوات الأوكرانية. وفي الواقع، قد تسهل تدمير صواريخ باتريوت بنجاح من قبل القوات الروسية. لذا يجب أخذ هذه النقاط في الاعتبار عند تقييم فعالية نظام الدفاع الجوي ووضع استراتيجيات لتعزيز القدرة على مواجهة التحديات الروسية.
بشكل عام، قد يعتبر إمداد أوكرانيا بصواريخ باتريوت تحسيناً لقدرتها الدفاعية، ولكن علينا أن ندرك أن صواريخ باتريوت ليست حلاً مثالياً، وأنها تواجه تحديات كبيرة في الأجواء شديدة التعقيد التي يمكن أن تصادفها في ساحة المعركة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتمد نجاح صواريخ باتريوت أيضًا على تكتيكات واستراتيجيات الاستخدام الصحيحة للصواريخ، وعلى التعاون المشترك بين القوات الأوكرانية والمستشارين الأمريكيين في تطوير قدرات الدفاع الجوي. علاوة على ذلك، يجب مواجهة التحديات الروسية المستمرة والتكيف مع التطورات المستقبلية في المشهد العسكري.