التهديد النووي المتزايد.. تصاعد الترسانة النووية الصينية يثير قلقًا عالميًا

حذر الباحثون، في تقرير حديث صادر عن المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم (SIPRI)، من تصاعد الترسانات النووية في عدد من البلدان، مع التركيز على الزيادة البارزة في الصين.

وفي ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، تواصل قوى نووية أخرى تحديث أسلحتها، مما ينذر بخطر يهدد الاستقرار العالمي.

وفقًا للتقرير، يبدو أننا قد نكون على وشك أو ربما قد وصلنا بالفعل إلى نهاية فترة طويلة من تراجع عدد الأسلحة النووية في العالم. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأرقام لا تزال تبعد بكثير عن مستويات الثمانينات من القرن الماضي، حيث كان هناك أكثر من 70 ألف رأس نووية.

وتشير الأرقام إلى زيادة في الأسلحة النووية المخزونة، وخاصة في الصين، حيث ارتفعت مخزوناتها من 350 رأسًا نوويًا إلى 410 رأسًا. كما قامت الهند وباكستان وكوريا الشمالية وروسيا بزيادة مخزوناتها، في حين حافظت قوى نووية أخرى على استقرار مخزوناتها.

أصبحت الصين خامس دولة نووية في العالم منذ 1964، وأجرت 45 تجربة نووية حتى وقّعت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية عام 1996.

وتحظر العقيدة النووية الصينية البدء باستخدام السلاح النووي ضد أي دولة أخرى، كما تحظر استخدامه ضد دول غير نووية، حسبما ذكر موقع مبادرة التهديد النووي “إن تي آي”.

تعد ربط الزيادة في الترسانات النووية بالتوترات في أوكرانيا أمرًا غير ممكن، نظرًا للوقت اللازم لتطوير الأسلحة النووية. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الأسلحة النووية تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن العالمي، وينبغي على الدول تبني موقفًا مسؤولًا والعمل على النزع النووي وتعزيز الشفافية في هذا الصدد.

أثناء قمة “مجموعة السبع” في مايو/ أيار الماضي، دعت الدول الأعضاء إلى نزع السلاح النووي، وحثت روسيا والصين على زيادة مستوى الشفافية بشأن ترسانتيهما النوويتين. وقد أعرب قادة الدول السبع عن قلقهم إزاء التهديدات النووية الروسية، وزيادة ترسانة الصين النووية.

وفي هذا السياق، تؤكد الدول الأعضاء في “مجموعة السبع” التزامها بتحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية يضمن الأمن العالمي. وتحث على ضرورة تبني مواقف واقعية وعملية تعزز الشفافية وتحد من التسلح النووي، وذلك لضمان الاستقرار العالمي والإقليمي.

إن زيادة الترسانات النووية وتوترات السلاح النووي تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن العالمي، ولذلك يجب على الدول أن تعمل بروح المسؤولية وتتبنى إجراءات للحد من هذا التهديد. يتعين على الدول النووية تبني سياسات شفافة والمساهمة في جهود النزع النووي، وذلك لضمان الاستقرار العالمي والسلام الدولي.

بالتالي، يجب أن تكون التزامات “مجموعة السبع” وأصحاب النفوذ العالمي الآخرين جادة في العمل نحو إحلال عالم خالٍ من الأسلحة النووية، وذلك من خلال تعزيز الشفافية وتحقيق النزع النووي. فقط عندما نتحرك في هذا الاتجاه، يمكننا تحقيق الأمن والسلام العالميين الذي نسعى إليه جميعًا.

وكالات