في تطور يعكس “سباق التسلح” بين المغرب والجزائر، قررت الصين الشعبية تزويد كلا البلدين بطائرات مسيّرة متطورة من طراز “وينغ لونغ 2″، وفقًا لما ذكره موقع “ديفينسا” الإسباني.
تتميز طائرات “وينغ لونغ 2” الصينية بتحسينات عن الإصدار السابق، حيث تستطيع المسيرة حمل 12 من القنابل أو الصواريخ الموجهة بالليزر، وتتمتع بقدرة استثنائية على البقاء في الجو لمدة تصل إلى 20 ساعة متواصلة.
تُظهر خطوة توريد الصين لهذه الطائرات لكلا البلدين استراتيجية تهدف إلى تعزيز تفوق الصين العسكري وتأمين مكانتها في المنطقة.
تعكس هذه الخطوة ذكاء الصين في اتخاذها موقفًا إيجابيًا تجاه النزاع المستمر حول الصحراء الغربية، الذي يثير التوتر في العلاقات بين المغرب والجزائر. وتسعى بكين لتعزيز تواجدها في عدة مجالات، وتجسد ذلك في بيع طائرات “وينغ لونغ 2” للبلدين.
مسيرات “وينغ لونغ 2” في لقطات فيديو من تمرين عسكري للجيش الجزائري
أظهر الجيش الجزائري في لقطات فيديو من تمرين عسكري عام 2023 استخدامه لمسيرات “وينغ لونغ 2” الصينية، وتشير الأقمار الاصطناعية إلى أن الجزائر قد بدأت بالفعل في استخدام هذه الطائرات الصينية في المهام الاستطلاعية.
تجدر الإشارة إلى أن الجزائر قد وقعت عقدًا في عام 2021 مع الشركة الصينية AVIC لشراء 24 طائرة مسيرة، وتم تسليم الدفعة الأولى في أبريل/نيسان الماضي.
يذكر أن الجزائر تشغّل 6 أنواع من الطائرات بدون طيار، أربعة منها هجومية.
تعزز هذه الخطوة قدرات الجزائر والمغرب العسكرية من خلال تعزيز تسليحهما وتحديث قدراتهما. وتؤكد استعدادهما للتعامل مع التحديات الأمنية في المنطقة. يعد استخدام طائرات “وينغ لونغ 2” محورًا أساسيًا في استراتيجية الاستطلاع والدفاع، ويسهم في تعزيز قدرات الجيشين الجزائري والمغربي في ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
المغرب ومسيرات “وينغ لونغ 1”
تسلم المغرب في عام 2020 هديةً قيّمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتضمّنت 4 طائرات مسيرة من طراز “وينغ لونغ 1″، وقد شكّلت هذه الهدية نواة السرب الأول لطائرات المسيّرة المسلحة في سلاح الجو الملكي.
تم استخدام طائرات “وينغ لونغ 1” في غارات جوية استهدفت تنظيم البوليساريو، وأسفرت عن مقتل العديد من أفراده في أبريل/نيسان 2021، بما في ذلك قادة بارزون.
على الرغم من أن المغرب وقع عقدًا مع تركيا لشراء 36 طائرة مسيرة من طراز “بيرقدار تي بي 2″، واستلم حوالي 25 طائرة منها، إلا أنه يسعى للحفاظ على تنوع مصادر الأسلحة في مختلف فروع قواته.
مسيرة “وينغ لونغ 2“ الصينية
على مدى العقد الماضي، سلمت الصين 220 طائرة بدون طيار إلى 16 دولة، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. وتظهر بيانات المعهد أن السعودية والإمارات ومصر والعراق والأردن والسودان من ضمن من اشتروا مسيرات صينية. دفع هذا الدول الأخرى إلى تعزيز قدراتها في هذا المجال.
واستخدمت الإمارات المسيرات الصينية في دعم الجنرال الليبي خليفة حفتر، واستخدمتها مصر في مهاجمة الإرهابين في سيناء، ونشرتها القوات التي تقودها السعودية في اليمن.
وبمقدور الدرون، حمل 10 أنواع مختلفة من الأسلحة، مثل صواريخ “السهم الأزرق” الموجهة بالليزر، أو قنبلة “واي زد 212” الموجهة بالليزر والمضادة للأفراد.
ومن الصواريخ الأخرى التي يمكن لهذه الطائرة أن تحملها، صاروخ جو أرض مضاد للدبابات، قادر على تدمير دبابة مزودة بدرع سمكه 1.4 مترا، من ارتفاع 7000 متر، وفق ما نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ويبلغ طول جناح “وينغ لونغ آي دي”، 17.56 مترا ويمكنها حمل أسلحة بزنة 400 كيلوغرام.
وبالإضافة إلى دورها القتالي، تستطيع الطائرة تنفيذ عمليات تجسس، حيث يمكنها جمع معلومات من على ارتفاع 7 آلاف متر، وفق ما ذكر موقع الأخبار العسكرية الصينية “تشاينا ميليتاري”.
يبلغ السعر التقريبي لمسيرة “وينغ لونغ 2” 5 ملايين دولار، وهو أرخص بسبع مرات من نظيرتها الأمريكية، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في نهاية هذا العام وستنتهي في عام 2022.
الطائرة بدون طيار “وينغ لونغ 2“ Wing Loong II الصينية
هي طائرة بدون طيار من فئة الطائرات ذات الارتفاعات المتوسطة والمدى الطويل (MALE).
– الطول: 11 متراً.
– الحمولة الخارجية من المستشعرات والأسلحة: 400 كجم.
– السرعة القصوى: 370 كم/ساعة.
– سقف الطيران: 9 كم.
– تستطيع البقاء في الجو لمدة 20 ساعة.
تقرير: لما فاروق