خاص – دفاع العرب
عقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اجتماعًا مع قائد الجيش الجزائري السعيد شنقريحة، يوم الثلاثاء، بهدف تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
جاء هذا اللقاء خلال زيارة شنقريحة إلى روسيا في زيارة غير معلنة المدة، وتم استقباله في مقر وزارة الدفاع الروسية بموسكو.
وأوضحت وزارة الدفاع الجزائرية في بيانها، أن جلسة عمل موسعة عقدت بين وفدي البلدين، شهدت بحث “سبل دعم التعاون بين جيشي البلدين، وأفق تعزيزه”.
أشارت وسائل الإعلام الروسية سابقاً إلى أن الجزائر مهتمة بالحصول على طائرة “سو-57 إي” المتطورة، مما يثير التكهنات حول إمكانية أن تصبح الجزائر أول دولة عربية تمتلك هذا النموذج الروسي الحديث.
وتم تداول أنباء على وسائل التواصل الاجتماعي تُفيد بتوصل روسيا والجزائر إلى اتفاق حول تسليم طائرات عسكرية روسية للجزائر في عام 2025.
ووفقًا لهذه الأنباء، يهدف الاتفاق إلى توفير طائرات من طراز “سو-34” و “سو-57” للجزائر خلال الفترة الزمنية نفسها.
ومن المتوقع أن يكون هذا القرار نقطة تحول تاريخية في العلاقات الثنائية بين روسيا والجزائر، حيث سيتم تعزيز التعاون العسكري والتقني بين البلدين.
من جهته، أكد شويغو على استعداد موسكو “المساعدة في تعزيز القدرات القتالية للجيش الجزائري”، حسبما نقلت “روسيا اليوم”.
وفي 22 أغسطس/ آب 2022، صرح سيرغي أبراموف، رئيس قسم الأسلحة في شركة “روستيخ” الروسية، بأن روسيا تعتزم زيادة تعاونها العسكري الفني مع الجزائر، وأنها مستعدة لمنح القروض للدول الراغبة في شراء الأسلحة الروسية.
وأوضح أبراموف أن المنطقة العربية وشمال أفريقيا تمثل 20% من صادرات السلاح الروسي إلى العالم.
العلاقة بين الجزائر والأسلحة الروسية
تبقى العلاقة الوثيقة بين الجزائر والأسلحة الروسية محط اهتمام متنامٍ لدى المحللين والمتابعين على حد سواء. يعلم الجيش الجزائري تمامًا ميزات وقدرات الأسلحة الروسية، حيث شهدت تلك العلاقة استمرارية طويلة من الاعتماد على تلك الأسلحة في تعزيز قدراته الدفاعية.
إلا أن هذا التوجه الطويل نحو السلاح الروسي يجعل أي تحول أو تغيير في السياسات العسكرية أمرًا يعترضه الكثير من التحديات، حيث لم تقتصر الجزائر على الاعتماد على الأسلحة الروسية فقط، بل انتقلت إلى شراء أنظمة وأجهزة عسكرية من دول مختلفة مثل الصين وإيطاليا وحتى جنوب إفريقيا.
وتعد الجزائر ثالث مستورد للسلاح الروسي في العالم، بينما تعتبر روسيا مصدر الأسلحة التاريخي للجزائر، إذ تقتني الجزائر أكثر من 60 % من أسلحتها من موسكو، وتمتلك 6 غواصات روسية الصنع، بالإضافة إلى اقتنائها نظام الدفاع الجوي الصاروخي “إس 400”.
وكذالك دبابات وطائرات ومروحيات هجومية وأنظمة رادارات روسية تشكل ركيزة القوات المسلحة الجزائرية.
كما يعتبر البلدان من كبار منتجي النفط والغاز ويتصدران مزودي أوروبا بالغاز الطبيعي، ولروسيا أيضا استثمارات كبيرة في قطاع الطاقة بالجزائر تقودها شركات “غاز بروم” و”لوك أويل” و”زاروبيج”.
وكان برلمانيون أميركيون، بقيادة عضو الكونغرس الجمهورية ليزا ماكلين، قد وجهوا رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، نهاية سبتمبر/ أيلول 2022، عبّروا فيها عن “مخاوف تنتابهم” بشأن ما وصفوه “بتنامي العلاقات الوثيقة بين الجزائر وروسيا”.