تثير الخسائر الفادحة التي منيت بها الدبابات الروسية والأوكرانية في الحرب أسئلة حول مستقبلها في الحروب الحديثة.
خسرت روسيا وأوكرانيا آلاف الدبابات منذ بدء العمليات العسكرية في فبراير/ شباط. ويرى محللون عسكريون أن هذه الخسائر تشير إلى أن روسيا والدول الغربية قد فشلت في تطوير تكنولوجيا مضادة للأسلحة الحديثة المضادة للدبابات، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في تدمير الدبابات.
ويشير المحللون إلى أن صواريخ “جافلين” أمريكية الصنع والأسلحة البريطانية السويدية المضادة للدبابات والالغام والمسيرات الجوية لعبت دورًا رئيساً في تدمير مئات الدبابات.
وكانت هذه الأسلحة قادرة على اختراق دروع الدبابات بسهولة، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وانتشر على مواقع الإنترنت مقطع فيديو للحظة إصابة دبابة القتال الرئيسة البريطانية بصاروخ موجه من عيار 152 ملم تحت البرج في معركة بالقرب من قرية روبوتين الأوكرانية.
كشف الجيش الأوكراني، في شهر يونيو/ حزيران الماضي، أن روسيا فقدت أكثر من 4 آلاف دبابة منذ بداية غزوها، في فبراير/ شباط من العام الماضي.
وأفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تحديث نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن موسكو فقدت، ما مجموعه 4006 دبابة منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
وأبرزت مجلة “نيوزويك”، أنه فيما كلفت الحرب كلا الجانبين خسائر مهمة في الأرواح والمعدات العسكرية، يبقى من الصعب تقديم أرقام دقيقة ومستقلة عن عدد الدبابات التي فقدتها روسيا في الصراع حتى الآن.
وتتباين تقديرات الخسائر على مستوى الدبابات الروسية من مصدر إلى آخر، حيث تشير منصة “أوريكس”، التي تراقب الخسائر العسكرية الأوكرانية والروسية، إلى أن روسيا فقدت 2047 دبابة.
ويقول خبراء إن الرقم الذي أعلنت عنه هذه المنصة والذي يتضمن فقط الخسائر المؤكدة التي تم جردها بشكل مرئي”، من المرجح أن يكون” الحد الأدنى للخسائر”.
مجزرة الدبابات الأوكرانية
تحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 13 يونيو/ حزيران الماضي، بكثير من السخرية عن مجزرة الدبابات الأوكرانية التي صنعتها القوات الروسية، حيث دمرت وأحرقت بسهولة العشرات من دبابات “ليوبارد” الألمانية ومدرعات “برادلي” أميركية الصنع التي تستخدمها أوكرانيا.
وقال بوتين، في لقاء مع المراسلين الحربيين: “إن “برادلي” و”ليوبارد” تحترقان بشكل جميل كما توقعنا”.
فشل في تطوير تكنولوجيا مضادة للأسلحة المضادة للدبابات
يرى خبراء أن الفشل في تطوير تكنولوجيا مضادة للأسلحة الحديثة المضادة للدبابات يضع مستقبل الدبابات في الحروب موضع شكوك، وأن التركيز سيكون بشكل أكبر على الأسلحة الأخرى، مثل الطائرات المسيرة وأنظمة الصواريخ، والتي قد تكون أكثر قدرة على التغلب على تهديد الأسلحة المضادة للدبابات.
ويرى هؤلاء المراقبون أن الدبابات أصبحت أهدافًا سهلة للطائرات المسيرة والأسلحة المضادة للدبابات، والتي أصبحت أكثر تطورًا وانتشارًا في السنوات الأخيرة.
الدبابات هي رأس الحربة في المعارك
ومع ذلك، يعتقد آخرون أن الدبابات ستظل أداة مهمة في الحروب الحديثة، ولكنها ستحتاج إلى أن تكون مصحوبة بأنظمة أخرى.
ويرى البعض أن الدبابات هي رأس الحربة في المعارك الحديثة، والحكمة التقليدية تقول إن حرب المناورة تحتاج إلى قوة مدرعة قوية مثل تلك التي اجتاحت الكويت عام 1991، أو العراق في عام 2003.
ويزعم ديمتري ميدفيديف، نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، أن روسيا ستنتج 1500 دبابة هذا العام – وهو رقم متفائل للغاية، والذي لا يزال أقل بكثير من الخسائر في السنة الأولى من الحرب في أوكرانيا. فهل تفعلها روسيا وتحيي جيشاً من الدبابات القديمة لإنقاذ نفسها من الحرب في أوكرانيا وقلب نتيجة المعركة؟