علي الهاشم – باحث ومختص بمجال الدفاع والطيران والأنظمة الدفاعية
لم يصل المحققون إلى تفسير نهائي لحادثة اختفاء الطائرة F-35 التابعة للبحرية الأمريكية. تم العثور على جزء من حطامها بعد مرور 24 ساعة كاملة، وما زلنا نبحث عن الأسباب الحقيقية وراء قفز الطيار من الطائرة ثم استكمالها للتحليق في وضعية الخفاء التام قبل أن تتحطم. ومع ذلك، قد يكون السبب الحقيقي وراء تصرف الطيار المفاجئ هو خطأ في نظام القفز التلقائي المعروف باسم Automatic Ejection System (AES).
تصميم هذا النظام يعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي في عام 1959. وفي ذلك الوقت، كان مكتب تصميم الطائرات السوفياتي Yakovlev يعمل على تصميم طائرة للإقلاع والهبوط العمودي. وكانوا يبحثون عن كرسي قاذف قادر على إنقاذ الطاقم بسرعة عالية من دون تدخل منهم، نظرًا لخطورة عمليات الإقلاع والهبوط العمودي للطائرات النفاثة، وازدياد حوادث سقوطها خلال تلك العمليات.
أدى هذا البحث إلى تطوير أول نظام كرسي قاذف تلقائي في التاريخ، وتم استخدامه في طائرات مثل Yak-38 ومن ثم Yak-141.
الحادثة التي تم الإشارة إليها، والتي قد تكون مشابهة لحادثة F-35 الأخيرة، كانت للطائرة السوفياتية Yak-38 في عام 1976. حيث وجد الطيار نفسه يهبط بمظلته من دون معرفته بكيفية خروجه من الطائرة باستخدام الكرسي القاذف. ليتبين لاحقًا وجود خلل في نظام النجاة التلقائي AES.
وبالرغم من ذلك، استمرت طائرة Yak-38 في التحليق عموديًا حتى نفد وقودها وسقطت على حقل مغطى بالثلوج من دون أن تتحطم، لتتعرض لاحقاً لسرقة بعض مكوناتها من قبل مزارعين محليين. استغرقت السلطات السوفياتية شهرًا كاملاً للتحقيق في أسباب هذا الحادث.
في وقت لاحق، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، قامت شركة Lockheed Martin بدعوة شركة Yakovlev في عام 1995 للتعاون ونقل تكنولوجيا الطائرة الملغاة Yak-141 إلى جانب نظام النجاة التلقائي AES.