أظهرت صور أقمار اصطناعي، حصلت عليها شبكة CNN الأميركية، أن روسيا والصين والولايات المتحدة بنت منشآت وحفرت أنفاقاً جديدة في مواقع تجاربها النووية خلال السنوات الأخيرة، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين القوى النووية الثلاث الكبرى إلى أعلى مستوياتها منذ عقود.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل يشير إلى أن موسكو أو واشنطن أو بكين تستعد لإجراء تجربة نووية وشيكة، إلا أن الصور توضح التوسعات الأخيرة التي أجريت في 3 مواقع للتجارب النووية مقارنةً بما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط.
ويقول محللون إن التوسعات الأخيرة في المواقع تخاطر بإثارة سباق لتحديث البنية التحتية اللازمة لإجراء اختبارات للأسلحة النووية، في وقت يسوده انعدام ثقة عميق بين واشنطن وحكومتي موسكو وبكين، وذلك على الرغم من استبعاد فكرة نشوب صراع مسلح بشكل فعلي.
يمكن تفسير التوسعات الأخيرة في مواقع التجارب النووية للدول الثلاث من خلال مجموعة من العوامل، بما في ذلك:
الرغبة في ضمان موثوقية الأسلحة النووية الموجودة في المخزون الحالي: لا تزال القوى النووية الثلاث الكبرى تعتمد على أسلحة نووية قديمة نسبياً، ومن الضروري إجراء اختبارات دورية لضمان سلامتها وفعاليتها.
الرغبة في تطوير أسلحة نووية جديدة: تسعى القوى النووية الثلاث الكبرى باستمرار إلى تطوير أسلحة نووية جديدة أكثر قوة وكفاءة.
الرغبة في إظهار قوة الردع النووي: يمكن أن تكون التوسعات في مواقع التجارب النووية وسيلة لإظهار قوة الردع النووي، مما يبعث على الخوف في قلوب الدول الأخرى.
العواقب المحتملة
يمكن أن يكون للتوسعات الأخيرة في مواقع التجارب النووية عواقب وخيمة، بما في ذلك:
السباق في التسلح النووي: يمكن أن يؤدي التوسع في القدرات النووية إلى تسريع حدة السباق في التسلح النووي، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين الدول.
زيادة خطر وقوع حوادث نووية: يمكن أن تؤدي التوسعات في مواقع التجارب النووية إلى زيادة خطر وقوع حادث نووي، مما قد يكون له عواقب كارثية.
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، أجرت الولايات المتحدة 1032 تجربة نووية، أولها عام 1945 وآخرها عام 1992. أما الاتحاد السوفييتي، روسيا الآن، فقد أجرى 715 تجربة بين عامي 1949 و1990، كما أجرت الصين 45 تجربة بين عامي 1964 و1996.
وقد كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي من أكثر الدول التي أجرت تجارب نووية، حيث شكلت تجاربهما أكثر من 90٪ من جميع التجارب النووية التي أجريت في العالم، وقد كان لهذه التجارب آثار مدمرة على البيئة والصحة البشرية.