تواصل البحرية المصرية خطواتها الحثيثة لتعزيز قوتها البحرية، حيث تسعى لاقتناء غواصات متطورة من إسبانيا، وذلك بعد إجراء محادثات مع فرنسا لم تكلل بالنجاح.
تريد مصر تحديث أسطولها من الغواصات لمواجهة قدرات البحرية الإسرائيلية والإيرانية.
سلطت مجلة “يسرائيل ديفينس” العسكرية الإسرائيلية التي تصدر عن الجيش الإسرائيلي الضوء على صفقة غواصات متطورة للغاية تنوي مصر اقتناءها من إسبانيا.
وتشير المجلة إلى سعي مصر الدؤوب لبناء قوة بحرية هائلة، حيث باتت تمتلك سادس أكبر قوة بحرية في العالم، وتواصل تعزيزها بوتيرة متسارعة.
وتُبيّن المجلة أن مصر أدركت منذ بداية العقد الأول من القرن الحالي الفجوة في قدراتها البحرية تحت الماء، فوضعت خطة طموحة لتعزيز قوتها البحرية، شملت تحديث سفن الكشف عن الغواصات وغواصاتها الصينية الأربع من طراز “روميو”.
وتُؤكد المجلة أن مصر استخدمت المساعدات الأمريكية لتمويل خطط التحديث، وتم تجهيز سفنها بأنظمة أمريكية متقدمة، بما في ذلك صواريخ السونار وهاربون المضادة للسفن.
وتُؤكد المجلة أن طموحات مصر لتطوير قوة بحرية استراتيجية قوية لم تتوقف، ففي عام 2011 وقعت اتفاقية لشراء 4 غواصات ألمانية من طراز U-209، مع إمكانية شراء غواصتين أخريين في المستقبل.
وتابعت المجلة العسكرية: لم يكن هناك ما يوقف طموحات الشراء المصرية لتطوير قوة استراتيجية كبيرة تحت الماء.
وأضافت: خلال عام 2011، وقعت مصر اتفاقية لشراء أربع غواصات من طراز U-209 مع أحواض بناء السفن الألمانية HDW، وهذه اتفاقية هي الأسوأ بالنسبة لإسرائيل على أقل تقدير (من حيث قدرات الغواصات والمعرفة الحميمة للإسرائيليين بقدراتها).
وفي إطار الاتفاق، تم ترك مجال لمصر لشراء غواصتين أخريين، حيث من المتوقع أن يتم إخراج غواصات روميو الصينية المجددة التي تديرها البحرية من الخدمة خلال السنوات المقبلة، على الرغم من التجديد الشامل الذي قامت به مصر بتكنولوجية الأمريكيين.
وخلال الفترة 2022-2023، عقد كبار مسؤولي البحرية المصرية اجتماعات مع أحواض بناء السفن المختلفة في العالم، بهدف إيجاد بديل للغواصات الصينية الأربع التي انتهى عمرها الافتراضي منذ عدة سنوات، وليس بالضرورة غواصات ألمانية إضافية، بقصد تنويع أنواع المنصات التي تعمل بها.
ولفتت يسرائيل ديفينس إلى أنه منذ العقوبات المؤقتة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على مصر، فإن مفهوم المشتريات المصري لبناء القوة هو أن القاهرة يجب ألا تعتمد على مورد واحد (أو دولة موردة واحدة) ويجب أن تعتمد على مجموعة واسعة من المصادر، حتى لو كان هذا يعني مضاعفة البنية التحتية للتدريب والصيانة بالإضافة إلى مشاكل التنسيق وقابلية التشغيل البيني بين الدول المصدرة المختلفة.
وهكذا، على سبيل المثال، يمكن أن نرى في القوات البحرية والجوية المصرية تعدد أنظمة القيادة والسيطرة التي لا تتواصل مع بعضها البعض، مما يخلق مشكلة قيادة وسيطرة للقوات المصرية، على حد قولها.
وتابعت: هناك أمر أساسي آخر في مفهوم المشتريات المصري وهو نقل أكبر عدد ممكن من التقنيات إلى مصر، مما سيسمح لها بالاستقلال في تطوير وبناء وصيانة المنصات العسكرية والأسلحة وأنظمة القتال المركزية.
وتُشير المجلة إلى بدء مصر محادثات مع شركة Naval Group الفرنسية لشراء غواصتها Scorpion 2000، لكن يبدو أن الاتصالات لم تسير وفق خطط مصر.
وتُؤكد المجلة على بدء مفاوضات البحرية المصرية مع شركة Navantia الإسبانية لشراء غواصات الديزل S-80، بما في ذلك نقل التقنيات إلى مصر.
وقالت المجلة العسكرية الإسرائيلية في نهاية تقريرها: “لا يتوقف الطموح المصري لبناء قوة كبيرة تحت الماء، ومن المتوقع أن يتم تجهيز البحرية المصرية خلال العقد المقبل بغواصات إضافية غير ألمانية”.