تسلمت بوركينا فاسو دفعة من المركبات المدرعة المصرية الصنع، وذلك في إطار سعيها المستمر لمكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة. تأتي هذه الخطوة كدليلٍ قاطع على التعاون المثمر بين مصر والدول الأفريقية في مجال التصنيع الدفاعي، وتعكس المكانة الريادية لمصر في هذا المجال على مستوى العالم العربي.
وبحسب الخبير العسكري محمود جمال، ضمّت الدفعة مركبات مدرعة مقاومة للألغام والكمائن (MRAP) من طراز “تمساح”، وحافلات مدرعة طراز “تمساح باص”، وناقلات جند مدرعة طراز “فهد” بنسختها الخاصة بالإسعاف والإخلاء الطبي.
كما شمل التعاقد مع الجانب المصري تسليم عدد كبير من الشاحنات والمركبات متعددة الأغراض.
يُعدّ هذا التعاون امتدادًا للتعاون المثمر بين مصر وبوركينا فاسو في مجال التصنيع الدفاعي. ففي عام 2023، أعلنت الهيئة العربية للتصنيع عن توقيع عقد مع بوركينا فاسو خلال معرض “إيديكس” لتصدير 25 مركبة مدرعة مصرية الصنع من طراز “فهد” المطورة، بالإضافة إلى نسخة الإسعاف من المركبة المدرعة.
تُعدّ مصر من كبار الدول العربية والإفريقية في مجال التصنيع الدفاعي، ولديها سجل حافل بالنجاح في تصدير منتجاتها إلى مختلف دول العالم. وتشهد صناعة الدفاع المصرية تطورات هائلة، حيث يتم تحديث وتطوير المعدات والمركبات بشكل مستمر لتلبية احتياجات القوات المسلحة المصرية والجيوش العربية والأفريقية على حدٍ سواء.
تأتي هذه الدفعة من المركبات المدرعة المصرية الصنع في وقتٍ تشهد فيه بوركينا فاسو تحديات أمنية كبيرة، حيث تُواجه البلاد هجمات متكررة من قبل الجماعات المسلحة. وستساهم هذه المركبات في تعزيز قدرات القوات المسلحة البوركينية على مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار في البلاد.
يُعدّ هذا التعاون بين مصر وبوركينا فاسو نموذجًا يُحتذى به للتعاون العربي في مجال التصنيع الدفاعي. وتُساهم هذه الاتفاقيات في تعزيز قدرات الدول العربية على مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وتُعزّز من مكانة مصر كرائدة في مجال التصنيع الدفاعي على مستوى العالم العربي.
تجدر الإشارة إلى أن مصر قامت مؤخرًا بتصدير ناقلة الجند المدرعة من طراز “فهد” إلى بوروندي وبوركينا فاسو، كما قامت بتصدير نسخة خاصة من المدرعة إلى فرنسا لنشرها مع قوات حفظ السلام الأممية. إضافة إلى ذلك، قامت مصر بتصدير مركبات أخرى محلية الصنع مثل المركبة المدرعة الخفيفة “بانثيرا” إلى دول مختلفة.
يُعدّ تسليم مصر لمركباتها المدرعة المتقدمة لبوركينا فاسو خطوة هامة في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الأفريقي. ويُجسّد هذا التعاون المثمر عمق العلاقات بين مصر والدول الأفريقية، ويُؤكّد على مكانة مصر الريادية في مجال التصنيع الدفاعي على مستوى العالم العربي.