هل تُغيّر صواريخ “أتاكمز” الأمريكية موازين القوى في حرب أوكرانيا؟

صاروخ أتاكمز يتم إطلاقه من راجمة صواريخ أم 270
صاروخ أتاكمز يتم إطلاقه من راجمة صواريخ أم 270

أقدمت الولايات المتحدة، في خطوة مفاجئة، على نقل صواريخ “أتاكمز” بعيدة المدى إلى أوكرانيا، ممّا أثار تساؤلات حول تأثيرها على مسار الحرب الدائرة بين كييف وموسكو.

تُعدّ هذه الصواريخ قادرة على استهداف مواقع داخل الأراضي الروسية، ممّا قد يُشكّل نقطة تحوّل مهمّة في الصراع.

“أتاكمز” قد يُغيّر قواعد اللعبة

يرى محلّلون عسكريون أنّ تزويد أوكرانيا بصواريخ “أتاكمز” قد يُغيّر قواعد اللعبة في الحرب، وذلك من خلال:

  • الوصول إلى أهداف مهمة داخل روسيا: تُتيح هذه الصواريخ لأوكرانيا استهداف مواقع عسكرية روسية بعيدة عن خطوط المواجهة، ممّا قد يُعيق قدرة موسكو على شنّ هجمات.
  • اختبار جديد للدفاعات الجوية الروسية: تُعدّ صواريخ “أتاكمز” صعبة الإسقاط، ممّا سيُشكل اختبارًا جديدًا لأنظمة الدفاع الجوي الروسية.

موقف روسيا

أعلنت روسيا على لسان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة دميتري بيسكوف بأن روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا، لكنّ تزويد كييف بصواريخ “أتاكمز” سيُسبب المزيد من المشاكل للأوكرانيين أنفسهم. واتّهم بيسكوف الولايات المتحدة بانتهاك قوانينها الداخلية من خلال شحن هذه الصواريخ.

أتاكمز
صاروخ باليستي تكتيكي من طراز “إم جي إم-140 أتاكمز” ATACMS.

استخدام أوكرانيا لصواريخ “أتاكمز”

أفادت مصادر أميركية أنّ القوات الأوكرانية استخدمت صواريخ “أتاكمز” بالفعل لضرب مطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم، وقوات روسية في جنوب شرق البلاد.

موقف الولايات المتحدة

أكدّت الولايات المتحدة أنّ شحن صواريخ “أتاكمز” تمّ بناءً على طلب مباشر من الرئيس جو بايدن، بهدف مساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها.

ما هي منظومة “أتاكمز”؟

تعد “أتاكمز” منظومة صواريخ باليستية بعيدة المدى موجهة وشديدة الدقة، ويصل مداها إلى نحو 300 كيلومتر، كما يمكن إطلاقها من منصات متحركة كراجمات الصواريخ “هيمارس”.

وصممت هذه الصواريخ لمواجهة الأهداف الإستراتيجية كمطارات، ومواقع صواريخ أرض جو، وقوات المدفعية، ومناطق الإمداد، ومجموعات القيادة، أو نقاط الاتصالات.

مميزات صواريخ منظومة “أتاكمز”

وبالنسبة للصاروخ يتراوح ارتفاعه بين 50 و65 كيلومترا، ويسمح هذا الارتفاع للصواريخ بتجنب معظم أنظمة الدفاع “أرض جو”، مع الحفاظ على الدقة اللازمة للضربات.

وتصل سرعة الصاروخ إلى نحو 3700 كيلومتر في الساعة، فيما يبلغ طوله 4 أمتار، ويقدر وزن رأسه الحربي بين 160 و560 كيلوغراما، كما توجه الصواريخ عن طريق الملاحة وبمساعدة نظام تحديد المواقع (جي بي إس).

ويعمل الصاروخ بالوقود الصلب، وهو ما يجعله مناسبا في بيئات متنوعة، فيما يعتمد على رأس حربي ينشأ عنه انفجار تعادل شدته القوة التفجيرية نحو 228 كيلوغراما من مادة “تي إن تي”.

وتمتلك القوات البرية الأميركية هذا الصاروخ منذ عام 1990، وأطلق منه 450 صاروخا خلال غزو العراق عام 2003، فيما أطلق منه 560 صاروخا في حروب عدة خلال 2015.

يذكر أن هناك محدودية في العدد المتوفر من “أتاكمز” لدى الولايات المتحدة، إذ إن شركة “لوكهيد مارتن” المطورة له صنعت ما يقارب 4 آلاف فقط منذ بداية الإنتاج.