تُعرف طائرة A-10 الأمريكية بـ Warthog لسبب وجيه، فشهرتها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمدفعها القوي GAU-8/A أفنجر من عيار 30 ملم. صُمم هذا المدفع خصيصًا لتلبية احتياجات سلاح الجو الأمريكي في مجال الدعم الجوي القريب، ولعب دورًا حاسماً في دمج قدراته الاستثنائية مع تصميم طائرة A-10 في سبعينيات القرن الماضي، لدرجة أن الطائرة تُلقب أحيانًا بـ “بندقية طائرة”.
وبحسب موقع “وورير رايفن”، لا يمكن إنكار القوة النارية الهائلة لمدفع أفنجر، فهو قادر على إطلاق 3900 طلقة في الدقيقة، مما يجعله بمثابة آلة رعب حقيقية تُخيف الأعداء وتُثخنهم دمارًا. فقدرته على اختراق الدروع والتحصينات تجعله أداة حرب فتاكة في سياق العمليات القتالية.
ومع ذلك، فإن هذه القوة الهائلة تصاحبها تحديات كبيرة. فارتداد المدفع الهائل وانبعاثات فوهته المبهرة للضوء كانا في البداية يشكلان عقبة كبيرة أمام الطيارين، مما يُعيق عملهم ويُصعب عليهم تنفيذ المهام على ارتفاعات منخفضة.
ولكن، لم يستسلم المهندسون لهذه التحديات، بل واجهوها بحلول مبتكرة. فمن خلال تمديدات البراميل، تمكنوا من تقليل الانفجار عند الفوهة بشكل كبير. كما أدى تغيير نوع الذخيرة إلى تحسين الاعتمادية بشكل ملحوظ وتقليل الضغط على الطائرة.
وتضمنت الحلول المبتكرة أيضًا اختبار جهاز يُسمى “The Tickler” بهدف طرد غازات العادم بعيدًا عن الطائرة. إلا أن هذا الجهاز أدى إلى عواقب غير مقصودة، مما دفع المهندسين إلى البحث عن حلول أخرى.
وكان الحل الأمثل الذي ضمن عمل المدفع بنجاح هو ميزة إعادة الإشعال التلقائي للمحرك. وقد ضمن ذلك عدم فقدان طائرة A-10 للطاقة حتى لو خنق دخان المدفع مدخل الهواء للمحرك، مما أتاح للطائرة مواصلة مهمتها دون أي عوائق.
فعالية أفنجر لا غبار عليها، فقد جعلت ذخائره الخارقة للدروع من طائرة A-10 قوة مهيمنة في النزاعات. ومع اقتراب موعد تقاعد طائرة A-10، فإن إرث المدفع أفنجر لا يزال حيًا. فهو يُبرز الرابط الحاسم بين تصميم السلاح ودمجه بالمنصة لتحقيق النجاح في ساحة المعركة.
تُعد قصة المدفع أفنجر شهادة على قدرة التكيف العسكري وكيفية تحويل التحديات إلى مسارات جديدة في استراتيجية وتكنولوجيا الحرب الجوية.