الدور الحيوي لصناعة الدفاع والأمن وإسهاماتها في التخفيف من آثار التغير المناخي

خلال مشاركته في معرض الدفاع العالمي 2024، حذر الجنرال المتقاعد توم ميدندورب، رئيس المجلس العسكري الدولي المعني بالمناخ والأمن، من أخطار التغيّر المناخي ودعا إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز استدامة وقدرات الدفاع، حيث أكد على الحاجة الملحة لفهم آثار تغير المناخ المدمرة والتخفيف منها، مبينًا أن تدابير الاستدامة أصبحت جزءًا أساسيًا من جميع الصناعات.

وأشار ميدندورب إلى أربعة أسباب تجعل الاستدامة البيئية مهمة لقطاع الدفاع، ملخصاً إياها في : الاتجاهات العالمية وندرة الموارد وتغير المناخ كمضاعف للأخطار والمرونة في مواجهة الظواهر الجوية القاسية وتغير السياسات والتشريعات.

وقد سلط ميدندورب الضوء على مجموعة من الاتجاهات العالمية التي تخلق فجوة متزايدة بين العرض والطلب، منها نمو عدد السكان وزيادة الطلب على الموارد مقابل انخفاض توفرها. وأوضح أن تغير المناخ يفاقم الوضع من خلال ارتفاع مستوى سطح البحر والتصحر، وأن الانتقال الجيوسياسي إلى عالم أكثر تفتتًا يعقّد إيجاد حلول للمشاكل العالمية، موضحاً أهمية الابتكار ودوره في الحفاظ على كفاءة الموارد وتدويرها لتجنب النزاعات المستقبلية، كما شدد على ضرورة معالجة الإجهاد المائي والهجرة الناجمة عن الجفاف، خاصة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، حيث يمكن أن تؤدي الكوارث الطبيعية إلى اضطرابات شديدة.

وعن تزايد وتيرة الكوارث الطبيعية وشدتها، شدد ميدندورب على أهمية حماية الأصول والبنية التحتية. حيث قال: “في العام الماضي، شهدنا 66 كارثة طبيعية تجاوزت أضرار كل واحدة منها مليار دولار، بإجمالي أضرار بلغ 350 مليار دولار مع، 95 ألف ضحية على مستوى العالم. لم يتم تغطية سوى ثلث هذه التكاليف بالتأمين، وشهدت الولايات المتحدة وحدها 28 من هذه الكوارث بأضرار بلغت 93 مليار دولار، والاتجاه آخذ في الارتفاع، مما يزيد من صعوبة ضمان هذه الأنواع من المخاطر”.

وخلال المشاركة أكد ميدندورب على أن التحول العالمي نحو صافي الانبعاثات الصفرية يتطلب من المنظمات الدفاعية تقليل بصمتها الكربونية مع الحفاظ على الفعالية التشغيلية، داعيًا إلى تطوير الاستدامة من خلال التركيز على الاكتفاء الذاتي، فكلما تمكنت الوحدات التشغيلية من توليد الطاقة والمياه الخاصة بها وطباعة قطع الغيار واستخدام التشخيص عن بعد، كلما أصبحت أكثر استقلالية وقللت من الحاجة لسلاسل الامداد اللوجستية، حيث اقترح نهجًا ثلاثي المسارات لتحويل الطاقة الدفاعية: تكييف مرافق وقت السلم باستخدام أفضل الممارسات المدنية، ودمج التقنيات المدنية في القدرات التشغيلية، والاستثمار في البحث والتطوير للمنصات الموفرة للطاقة، كما أشار إلى أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في جهود التحول في مجال الطاقة، مؤكدًا أن الاستدامة والمرونة المناخية هما عنصران أساسيان لحماية الأمن العالمي.

ويؤكد ميدندورب على أهمية استثمار الصناعة في البحث والتطوير لابتكار منصات ومعدات موفرة للطاقة، مع التركيز على تحقيق الاكتفاء الذاتي، إذ أعطى أمثلة على حديثه، بقوله: “يمكننا استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج قطع الغيار فورًا. في المناطق الميدانية، يمكننا توظيف الروبوتات لأداء مجموعة متنوعة من المهام اللوجستية، وحتى لإجراء الجراحة عن بعد. كما يمكننا استخدام التشخيص عن بعد والواقع المعزز لأنظمة الصيانة لإصلاح أضرار المعركة، مما يقلل الحاجة إلى نشر وحدات لوجستية كبيرة في مناطق العمليات”، ولفت ميدندورب إلى أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في دفع جهود التحول في مجال الطاقة، مشيرًا إلى ريادة القطاع المدني في الابتكار وأن قطاع الدفاع يحتاج إلى مواكبة هذا التطور، قائلاً: “لحماية قواتنا ومصالحنا المستقبلية، من الضروري بناء المرونة المناخية من خلال تعاون بين القطاعين العام والخاص”.

وخاطب ميدندورب نخبة من القادة الحكوميين والصناعيين المؤثرين في معرض الدفاع العالمي، حيث شكلت  مشاركته رسالةً دعا من خلالها قطاع الدفاع لتبني الاستدامة والقدرة على مواجهة تغير المناخ كعنصر أساسي لحماية الأمن العالمي.