تعتبر الطائرات المسيرة الإيرانية من أبرز الأمثلة على النجاح الذي حققته طهران في مجال التكنولوجيا العسكرية. تتميز هذه الطائرات بفعاليتها العالية وقدرتها على تنفيذ مهام متنوعة، مثل الاستطلاع والمراقبة والهجوم. وقد أثبتت هذه الطائرات جدواها في العديد من الصراعات، حيث استخدمتها الجماعات المسلحة غير الحكومية والحكومات على حد سواء.
أسباب نجاح الطائرات المسيرة الإيرانية عديدة، منها:
- التكلفة المنخفضة: مقارنة بالأنظمة الصاروخية التقليدية، تعتبر الطائرات المسيرة أقل تكلفة، مما يجعلها في متناول العديد من الجهات الفاعلة.
- سهولة الاستخدام: لا تتطلب الطائرات المسيرة تدريباً عسكرياً مكثفاً، مما يسهل استخدامها من قبل غير المتخصصين.
- الفعالية العالية: أثبتت الطائرات المسيرة قدرتها على تحقيق أهدافها بدقة عالية، حتى في ظل وجود أنظمة دفاع جوي متطورة.
انتشار الأسلحة الإيرانية في العالم
لم يقتصر انتشار الأسلحة الإيرانية على المنطقة العربية، بل تجاوز ذلك إلى العديد من القارات. فقد تم رصد طائرات مسيرة إيرانية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
التعاون العسكري بين إيران وفنزويلا، الذي يعود إلى عام 2012، تجاوز مجرد نقل التكنولوجيا لإنتاج طائرات مسيرة محلية. فبالإضافة إلى تزويد فنزويلا بطائرات مهاجر-2 وأنظمة شبيهة بطائرات شاهد-171، تعمل طهران على تطوير صناعة دفاع محلية في فنزويلا، مما يمكنها من إنتاج أسلحة متقدمة بشكل مستقل.
وفي القارة الإفريقية، لعبت الطائرات المسيرات الإيرانية دوراً حاسماً في صراعات متعددة، أبرزها الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي. فقد استخدمت القوات الإثيوبية طائرات مهاجر-6 الإيرانية في تنفيذ ضربات جوية دقيقة على أهداف عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، مما ساهم في تغيير ميزان القوى على الأرض. ولا يقتصر الأمر على إثيوبيا، فقد ظهرت تقارير عن استخدام الجيش السوداني لطائرات من نفس الطراز في صراعه مع قوات الدعم السريع.
ولم تكتف إيران بتصدير طائراتها المسيرة، بل تبنت استراتيجية أكثر طموحاً تتمثل في نقل التكنولوجيا وتوطين إنتاجها في دول أخرى. ففي عام 2022، افتتحت طهران مصنعاً لإنتاج طائرات أبابيل-2 المسيرة في طاجيكستان، بينما سارعت روسيا لإنشاء مصنع في منطقة ألابوجا الاقتصادية لإنتاج طائرات شاهد-136.
وتشير التقارير إلى أن إيران تقوم بتصدير أسلحتها إلى العديد من الدول، سواء بشكل مباشر أو عن طريق وسطاء.
الدوافع التي تدفع الدول إلى شراء الأسلحة الإيرانية متعددة، منها:
- التكلفة المنخفضة: كما ذكرنا سابقاً، فإن الأسلحة الإيرانية أقل تكلفة من نظيراتها الغربية.
- التحايل على العقوبات: تسعى بعض الدول إلى شراء الأسلحة الإيرانية لتجاوز العقوبات المفروضة عليها.
- الرغبة في تعزيز قدراتها العسكرية: تسعى بعض الدول إلى تطوير قدراتها العسكرية، وترى في الأسلحة الإيرانية وسيلة لتحقيق ذلك.
الجهود الدولية لمواجهة هذا التحدي
سعت العديد من الدول إلى مواجهة التحدي الذي يمثله انتشار الأسلحة الإيرانية، وذلك من خلال فرض عقوبات على إيران وتشديد الرقابة على تجارة الأسلحة. ومع ذلك، فإن هذه الجهود لم تحقق النتائج المرجوة، وذلك لعدة أسباب، منها:
- صعوبة فرض العقوبات: تواجه المجتمع الدولي صعوبة في فرض عقوبات فعالة على إيران، وذلك بسبب النفوذ الإيراني في المنطقة ودعمها من بعض القوى الدولية.
- التحايل على العقوبات: تلجأ إيران إلى العديد من الحيل لتجاوز العقوبات المفروضة عليها، مثل تهريب الأسلحة واستخدام شركات واجهة.