علي الهاشم – باحث ومختص بمجال الدفاع والطيران والأنظمة العسكرية
تحدثت تقارير إخبارية مؤخرًا عن إنجاز علمي صيني كبير يتمثل في تطوير محرك نفاث قادر على دفع طائرة إلى سرعات تفوق سرعة الصوت بـ 16 مرة. هذا الإنجاز أثار تساؤلات حول مدى صحة هذه التقنية الجديدة وتأثيرها على المستقبل.
لتوضيح هذا الإنجاز بشكل أفضل، لنتطرق إلى بعض الأحداث التاريخية التي شكلت هذا المجال. في الثمانينيات، انتشرت شائعات حول رصد أجسام غريبة تحلق بسرعات هائلة، مما دفع العلماء إلى البحث عن تقنيات دفع جديدة. ظهرت حينها مشاريع سرية مثل طائرة “أورورا” الأمريكية، والتي زُعم أنها قادرة على التحليق بسرعات خيالية.
تعتمد التقنية الصينية الجديدة على ما يسمى بـ “محرك الموجة ذات الاشتعال النبضي”. هذا النوع من المحركات يعمل بشكل مختلف عن المحركات النفاثة التقليدية، حيث يحدث احتراق متكرر وسريع للوقود مما ينتج عنه قوة دفع هائلة. وبفضل هذه التقنية، يمكن للطائرات التحليق بسرعات تفوق سرعة الصوت بشكل كبير.
مقارنة مع التقنيات الأخرى:
تثير هذه التقنية الصينية العديد من التساؤلات حول مدى تقدمها مقارنة بالتقنيات الموجودة. فهل حققت الصين اختراقاً علمياً حقيقياً، أم أنها استندت إلى معلومات مسربة عن المشاريع الأمريكية السابقة؟
من الصعب الجزم بالإجابة على هذا السؤال في الوقت الحالي. فالتكنولوجيا العسكرية غالباً ما تكون محاطة بالسرية، ومن الصعب التحقق من صحة الادعاءات بشكل مستقل. ومع ذلك، يمكن القول إن تطوير محرك قادر على دفع طائرة إلى مثل هذه السرعات يعد تحدياً هندسياً هائلاً، ويتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير.
التأثيرات المحتملة:
إذا ثبتت صحة الادعاءات الصينية، فإن ذلك سيكون له آثار عميقة على التوازن العسكري العالمي. فطائرة قادرة على التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت بـ 16 مرة ستكون قادرة على الوصول إلى أي نقطة على الأرض في وقت قياسي، مما يجعلها سلاحاً استراتيجياً هاماً.
الخلاصة:
تطوير محرك فائق السرعة هو إنجاز علمي كبير، ولكن يجب التعامل مع هذه الادعاءات بحذر وتدقيق. فالتكنولوجيا العسكرية تتطور بسرعة كبيرة، ومن الصعب التنبؤ بما ستشهده السنوات القادمة.