تركيا تكشف عن نظام دفاع جوي متكامل.. أنقرة تبني جدارًا من الفولاذ

أعلنت تركيا مؤخراً عن استكمال الخطط الرئيسية لنظام الدفاع الجوي المتكامل “القبة الفولاذية”، في خطوة استراتيجية جريئة لتعزيز قدراتها الدفاعية وحماية أجوائها من التهديدات المتزايدة.

يمثل هذا المشروع الطموح نقلة نوعية في مجال الصناعات الدفاعية التركية، حيث يجمع بين أحدث التقنيات المحلية والعالمية لإنشاء درع متعدد الطبقات.

1. القبة الفولاذية:

تهدف تركيا من خلال “القبة الفولاذية” إلى بناء نظام دفاع جوي متكامل ومتطور، قادر على رصد وتتبع وتحييد التهديدات الجوية المعادية، بدءًا من الطائرات بدون طيار وصولاً إلى الصواريخ الباليستية.

يعتمد هذا النظام على شبكة مترابطة من الرادارات وأجهزة الاستشعار والصواريخ، التي تعمل بتناغم لتوفير تغطية جوية شاملة.

2. قوة الصناعة المحلية:

تشكل “القبة الفولاذية” دليلاً على التقدم الكبير الذي أحرزته الصناعات الدفاعية التركية، إذ تعتمد بشكل رئيسي على أنظمة وتقنيات محلية. لعبت شركات مثل Aselsan وRoketsan دوراً محورياً في تطوير هذا النظام، مما ساهم في تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية وتعزيز الاستقلالية التكنولوجية.

3. دفاع متعدد الطبقات:

يتسم نظام “القبة الفولاذية” بقدرته على توفير دفاع متعدد الطبقات، حيث تتكامل أنظمة الدفاع قصيرة، متوسطة، وطويلة المدى لضمان حماية شاملة.

تتولى أنظمة مثل Korkut وSungur تأمين الطبقة الداخلية، بينما تقوم صواريخ Hisar A+ وHisar O بحماية الطبقة الوسطى. أما الطبقة الخارجية فتستند إلى صاروخ SIPER بعيد المدى، الذي يتم تطوير نسخ أكثر تطوراً منه.

4. الذكاء الاصطناعي والربط المتكامل:

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في “القبة الفولاذية”، حيث يُستخدم لمعالجة وتحليل كميات ضخمة من البيانات في الوقت الفعلي لاتخاذ القرارات الدقيقة. كما يتميز النظام بقدرته العالية على الربط المتكامل بين مختلف مكوناته، ما يضمن سرعة الاستجابة وكفاءة التشغيل.

5. التحديات والطموحات:

رغم التقدم الكبير الذي تحقق، يواجه مشروع “القبة الفولاذية” بعض التحديات، مثل التكامل الكامل مع أنظمة الدفاع الجوي الأخرى وتطوير تقنيات جديدة مثل أسلحة الليزر والطاقة الموجهة.

6. ما أهمية القبة الفولاذية؟

في حديثه مع بي بي سي التركية، أوضح سنان أولجن، مدير مركز أبحاث السياسة الاقتصادية والخارجية (EDAM)، أن “النهج الصحيح” لتركيا هو وضع استراتيجية تركز على الدفاع الجوي والصاروخي”.

وأضاف قائلا: “يجب النظر إلى هذه الخطة، التي تم الإعلان عنها في الاجتماع الأخير، على أنها عقيدة، تتجاوز مشروعًا واحدًا. يشير هذا في الواقع إلى بنية متكاملة تشكل عقيدة الدفاع الجوي والصاروخي طويلة الأجل لتركيا. مع هذا البعد، سيكون له أيضًا ميزة إرشادية للاستثمارات في الصناعات الدفاعية”.

ويرى أولجن أن الصناعات الدفاعية التركية المحلية قادرة على تنفيذ مشروع كهذا، واضاف قائلا: “قبل 5 سنوات، لم تكن تلك الإمكانات موجودة. حاليا، هناك أنظمة محلية لأنظمة الطيران والدفاع على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة. هناك طائرات بدون طيار، وهناك أقمار صناعية مملوكة لتركيا. لذلك، تمتلك تركيا الآن العديد من الأنظمة والأنظمة الفرعية لإنشاء هذه البنية الأكثر تكاملاً. من الضروري قراءة توقيت هذه الخطوة بهذه الطريقة”.