ما الذي يدفع توسع “أسيلسان” في الشرق الأوسط وأفريقيا؟ نظرة على استراتيجية الشركة التركية الطموحة

قدم السيد أحمد أكيول، الرئيس التنفيذي لشركة أسيلسان، في مقابلة حصرية مع “دفاع العرب”، رؤية شاملة حول استراتيجية الشركة في النمو والتوسع، مع التركيز على الابتكار التكنولوجي وانتشارها في الأسواق العالمية. أكيول تناول النقاط الرئيسية في مسار الشركة، بدءًا من تأسيسها في عام 1975 كمصنّع لمعدات الراديو، حتى تحوّلها إلى لاعب عالمي رائد في مجال الإلكترونيات الدفاعية، بما يتماشى مع احتياجات القوات المسلحة التركية، والآن مع توسعها إلى أكثر من 88 دولة.

في حديثه عن الرؤية المستقبلية لأسيلسان، أشار أكيول إلى سعي الشركة لتوسيع حضورها الدولي وتنويع مجموعة منتجاتها بما يلبي احتياجات الدفاع المتطورة للدول الحليفة. هذا التوسع لا يقتصر على تقديم حلول دفاعية جديدة، بل يتضمن أيضًا بناء شراكات استراتيجية مع رواد الأعمال المحليين والدوليين. على سبيل المثال، أوضح أكيول أن الشركة قد عززت حضورها في مناطق متعددة، مثل افتتاح “أسيلسان البلقان” في سكوبيه وزيارتهم الأخيرة إلى إندونيسيا بهدف تعزيز التعاون هناك. كما أشار إلى افتتاح مكتب جديد في الإمارات وإعادة تفعيل العمليات في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى انتشار مكاتب أسيلسان في أنحاء مختلفة من العالم.

في إطار حديثه عن التكنولوجيا، أكد أكيول أن أسيلسان تعتمد استراتيجيات متقدمة، لاسيما في دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها، ما يشكل جزءًا من تحول رقمي شامل داخل الشركة. الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد ميزة إضافية، بل أصبح جزءًا جوهريًا في تطوير المنتجات والعمليات، بما في ذلك إدارة سلسلة التوريد وتطوير الأعمال. لضمان الاستخدام الأمثل لهذه التقنية، أشار أكيول إلى وجود لجنة أخلاقيات داخلية تشرف على استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الشركة.

إضافة إلى ذلك، أشار أكيول إلى استثمارات الشركة الكبيرة في الأنظمة غير المأهولة، سواء الجوية، الأرضية، أو البحرية، والتي تتزايد بشكل مستمر نظرًا للتغيرات السريعة في ميدان التكنولوجيا الدفاعية. أسيلسان تسعى لتكون في مقدمة الشركات التي تقدم حلولًا مبتكرة تعتمد على الأنظمة غير المأهولة، ما يضعها في منافسة مع الأنظمة التقليدية المأهولة، ويعزز من مكانتها في الأسواق العالمية.

فيما يتعلق بإنجازات الشركة، أرجع أكيول تقدم أسيلسان في قائمة “ديفنس نيوز” لأفضل 100 شركة دفاعية إلى تركيز الشركة على التقنيات التي تُحدث فرقًا جوهريًا. وأشار إلى أن إعادة تنظيم المنتجات مع التركيز على الابتكار، خاصة في مجالات مثل أنظمة الطائرات المروحية والمركبات الجوية غير المأهولة، ساعدت في تحقيق نتائج ملموسة. علاوة على ذلك، ساهمت الاستثمارات الكبيرة في البحث والتطوير، إلى جانب تعزيز سمعة الشركة على الصعيد الدولي، في جذب عملاء جدد من دول مختلفة، ما زاد من ثقل الشركة في قطاع الدفاع العالمي.

أكيول تطرق أيضًا إلى المنتجات المتقدمة التي تقدمها أسيلسان، مثل الذخيرة الموجهة TOLUN التي تتميز بقدرتها على الوصول إلى مدى يتجاوز 100 كم بدون محرك، مع توفير دقة عالية في الاستهداف. كما يمكن إطلاق عدة ذخائر من هذا النوع في وقت واحد، ما يجعلها أداة قوية وفعالة في ميدان القتال. هذا إلى جانب مجموعة التوجيه GÖZDE التي توفر القدرة على تحويل القنابل غير الموجهة إلى ذخائر موجهة بدقة عالية، مما يتيح تحسينات فعالة من حيث التكلفة على الذخائر الحالية.

وفيما يتعلق بنظام الدفاع الصاروخي “القبة الفولاذية”، أوضح أكيول أنه يجمع بين مجموعة واسعة من التقنيات، بما في ذلك الرادارات وأنظمة القيادة والتحكم، ويعتمد على مستشعرات تعمل بتقنيات الترددات الراديوية (RF) والأشعة تحت الحمراء (IR)، مما يمنحه قدرة دفاعية قوية تغطي مسافات تتراوح بين 1 إلى 100 كيلومتر.

أخيرًا، أكد أكيول أن أسيلسان تركز على تعزيز وجودها في مناطق محددة مثل شمال وشرق أوروبا، شمال إفريقيا، الشرق الأقصى، وآسيا الوسطى. تتبع الشركة استراتيجية تقوم على تأسيس مشاريع مشتركة، وإنشاء مرافق إنتاج محلية، وتقديم خدمات الصيانة والإصلاح (MRO) لضمان تقديم حلول مباشرة وفعالة للعملاء في هذه المناطق.

من خلال هذه الاستراتيجية، تسعى أسيلسان لتحقيق المزيد من النجاح في الأسواق العالمية، مما يعزز من مكانتها كلاعب رئيسي في صناعة الدفاع العالمية.